صحيفة "ع" تلتقي عدد من الشباب ... محمود التكريتي: إعلامنا له سلبيات كثيرة

* صحيفة "ع" - العدد السادس - الثلاثاء 22/7/2008م - ص18و19

جدل كبير يدور حول الإعلام بايجابياته وسلبياته، وعلاقة المواطنين به، ومواضيع أخرى تدخل تحت اطار العمل الإعلامي، هذه المحاور وغيرها كانت مادة نقاش جمع شباب وصبايا استضافتهم "ع" في (مكتبة ومقهى باريس) في جبل اللويبدة

الاسم: آيات شاويش
العمر: 19 سنة
التخصص: أدب انجليزي
الجامعة: الزرقاء الخاصة

الاسم: حسن الحلبي
العمر: 21 سنة
التخصص: أدب انجليزي
الجامعة: الزرقاء الخاصة

الاسم: محمود التكريتي
العمر: 20 سنة
التخصص: إدارة أعمال
الجامعة: البلقاء التطبيقية

الاسم: مروة يوسف
العمر: 18 سنة
التخصص: ترجمة
الجامعة: الزرقاء الخاصة

الاسم: يزن الديك
العمر: 21 سنة
التخصص: شريعة
الجامعة: الزرقاء الخاصة

الاسم: عبير الخطيب
العمر: 25 سنة
التخصص: أدب انجليزي
الجامعة: الزرقاء الخاصة

عبير: التلفزيون، وبالذات قناة الجزيرة الإخبارية، أشعر أنها مهنية لا تنحاز لطرف على حساب الآخر، وتطرح كل الآراء على اختلافها، ثم تأتي الصحف في المقام الثاني كمصدر إعلامي، لكنها محدودة الانتشار إذا ما قورنت بالقنوات التلفزيونية.



محمود: أعتمد على مصدرين هما: الانترنت والصحف اليومية والأسبوعية، من المواقع الالكترونية أحصل على الأخبار بشكل دائم، حيث تتميز هذه الأخبار بسقف حرية قد لا يتوفر بوسائل الإعلام الأخرى، كما تقدم خدمة الخبر المصور، بحيث تشعر وأنت تشاهد الخبر كأنك أمام التلفزيون.



مروة: بالدرجة الأولى أعتمد على الصحف، وتحديداً اليومية منها، لمشاهدة خبر أو الحصول على معلومة، وعلى الرغم من صدورها في اليوم الثاني من انتشار الخبر، إلا أن ذلك يمنحني فرصة لمعرفة تفاصيل ما وراء الخبر.



آيات: لا أعتمد على مصدر واحد، ولا أشاهد التلفزيون الأردني، لأنه يقدم الخبر بنكهة محلية عليها ملاحظات كثيرة، وإذا شاهدت خبراً مشتركاً على كل من قناتي الجزيرة والعربية، فهذا يعني أن الخبر الذي حظي بتغطية هاتين القناتين مهم.



حسن: أتفق مع آيات، ومع ذلك فأنا لا أصدق نصف كمية الأخبار التي أتلقاها، لكنني بالنهاية أحكم على صدق الخبر اعتماداً على مبدأ اتفاق الرواة على خبر أو رواية ما.



يزن: أتابع الأخبار من خلال الصحف اليومية والأسبوعية، ينتابني توتر شديد عند مشاهدة بعض الأخبار على شاشة التلفزيون، أشعر نهم يتعمدون تضخيم الأخبار لسبب غير مقنع.

آيات: نحن شعوب بصرية، نؤمن بالصورة التي أحيانا تعادل أكثر من ألف كلمة، فعندما نشاهد صور المجازر التي تحدث في فلسطين والعراق، أعتقد أن الوضع بكل مأساويته ينتقل لنا من خلال صورة واحدة، لذا أثق بالإعلام المرئي.



حسن: أثق بالمصادر الثلاثة مجتمعة، ويعجبني بهذا الصدد شعار راديو (سوا) الذي يقول:

ننقل لك الحدث بالصوت لتكتمل عندك الصورة

.



عبير: أؤيد كلام آيات، فأنا أميل للثقة بالأخبار التي ينشرها الإعلام المرئي، لأن الشعوب العربية عاطفية، فمثلاً عندما شاهدنا بالصور أحداث التفجيرات في كل من لندن وأمريكا، تعاطفنا مع شعوب هذه الدول رغم عدم معرفتنا الشخصية بهم.



مروة: أنا لا أتفق مع وجهتي نظر آيات وعبير، بتفضيلهما للإعلام المرئي على غيره، فلو صدق هذا التوجه لتوقفت الصحف، إن مسألة أي وسائل الإعلام أكثر ثقة من غيرها، تعتمد على الشخص المتلقي فله يعود القرار.



يزن: لا أعتقد أن أي وسيلة من الوسائل الثلاث لها مصداقية وتحظى بالثقة عند الآخرين، مدى ثقتي بالأخبار يعتمد على مصدره ولا يعتمد على الوسيلة الإعلامية التي نقلته.



محمود: أتفق مع الزملاء بأن الشعوب العربية تركز على الصورة عند تلقي الخبر. لكن برأيي أن الاعتماد على الاعلام المرئي كوسيلة وحيدة يدخل في باب عدم المهنية لمقدم الخبر ومتلقيه. ومثال على ذلك: قامت قناة الجزيرة العربية وBBC اللندنية بتغطية أخبار مصورة عن حرب العراق عام 2003، فقامت الجزيرة بتعداد عدد القتلى العراقيين، أما القناة الأخرى ففعلت العكس بتعدادها لعدد القتلى الأمريكيين، مع العلم بأن الضحايا كانوا من الطرفين.

يزن: معظم وسائل الإعلام بالوقت الحاضر موجهة لطرف ضد آخر، حتى التلفزيون الأردني وبعض القنوات الأخرى، يطرحون قضايا الشباب بطريقة لا أستطيع فهمها، فهم يطرحون المشكلة ولا يجدون حلا لها، بل على العكس يسعون لتضخيمها لتأخذ حجماً أكبر مما تستحق، متناسين بذلك دورهم اتجاه المواطنين بتقديم التوعية والحلول.



عبير: أخالفك الرأي، لأن هناك قنوات تلفزيونية تطرح مشاكل المواطنين وبالذات الشباب، وتسعى لحلها من خلال استضافة مختصين، وأعتقد أن هذه البرامج ناجحة بدليل حجم المتابعة الجماهيرية الذي تحظى به.



آيات: لماذا نقول دائما انهم لا يطرحون لنا برامج جادة، من هم هؤلاء؟ ... من خلال مشاركتي بالعديد من الأنشطة، ألاحظ عدم وجود أي اهتمام بالشباب إلا إذا كان النشاط برعاية ملكية، عدا عن ذلك تقابل أفكارنا ومشاريعنا بالرفض الذي لا يكون له ما يبرره.



محمود: كل وسيلة إعلامية لديها هدفان: عام وخاص، وبرأيي لا مشكلة في ذلك لكن المشكلة تكمن عندما يطغى الهدف الخاص على تحقيق الهدف العام، فلماذا مثلا يتم استغلال الشباب كواجهة إعلامية لتمرير نشاطات لمؤسسة معينة؟



مروة: هناك مشكلة في العلاقة بين الشباب والإعلام، أتفق على وجهة النظر التي تقول بأن الإعلام يضخم المشاكل ولا يقدم لها الحلول، فمثلا لماذا لا يتبنى التلفزيون الأردني مسؤولية الإعلان عن المشاريع العربية الرائدة في تبني المواهب الشبابية، كبرنامج الحاضنات العربية لدعم المخترعين؟



حسن: لا يعبر الاعلام عن توجهاتنا، لدي تجربة شخصية عندما توجهت لإحدى الجهات الإعلامية قبل فترة لطباعة كتاب لي، رفضوا لأنني لست من المتفرغين إبداعياً على حد تعبيرهم.



عبير: لكن جزءا من المسؤولية يا حسن يقع على الشباب. إننا نتابع التلفزيون لفترات طويلة، لكنني أجزم بأن 3% فقط منا يتابعون القنوات الهادفة ... الإعلام الآن ساهم بتضخيم قصة المسلسل التركي (نور) وغيره، إنهم بذلك خلقوا مشكلة وصراعا بين المشاهدين ثم أصبحوا يبحثون لنا عن حلول ... تخيلوا !!!

آيات (ضاحكة): لا أعتقد أن اعلامنا المحلي له ايجابيات، فالتلفزيون الأردني لا يعرض برامج هادفة للشباب مع استثناء برنامج (جدد حياتك) الذي يقدمه الدكتور أمجد قورشه الذي يتمتع بأسلوب مميز يجذب المتابعين، أما باقي البرامج فهي تعرض بشكل مكثف في الفترة الصباحية وهي خاصة بالسيدات فقط.



حسن: معظم مصادر إعلامنا المحلي يتمتع بصفات سلبية، فهم لا يهتمون إلا بالأمور "السخيفة" كالغناء والمسابقات التي لا تقدم ولو معلومة واحدة جديدة.



يزن: يعاني إعلامنا المرئي من "حالة فوضى"، بالمقابل نجح الإعلام المسموع باستقطاب عدد كبير من المستمعين، لكونه يقدم برامج مميزة، فلماذا لا يستفيد الإعلام المرئي من هذه التجربة؟



مروة: سأجيب على تساؤل يزن، لن تنجح فكرة تقليد الاعلام المرئي لبرامج الاعلام المسموع، فلكل مصدر ظروف نجاح ومعيقات خاصة به ووأعتقد أن نجاح البرامج الاذاعية يعود لسبب واحد هو أنها غير مشاهدة، وهذا يترك فرصة للمستمع لتخيل المشهد والخبر.



عبير - تعقب على رأي مروة -: حسنا اذا لندع لكل مصدر إعلامي تخصصه، لكن لماذا لا يسوق الاعلام المرئي للاعلام المسموع كما يفعل تلفزيون الـ BBC بتسويقه لبرامج الاذاعة التابعة له، لأن الاعلام بالنهاية بكل مصادره مكمل لبعضه البعض.



محمود: أتفق مع الزملاء بأن إعلامنا له سلبيات كثيرة جداً، مقارنة مع ايجابياته التي لا تكاد تذكر، ومن هذه السلبيات أنه أحيانا يقدم ندوات وحلقات تلفزيونية خاصة به، كما حدث مع تغطية التلفزيون الأردني لحادثة تفجيرات عمان التي حدثت عام 2005.

مروة: خطوة جيدة، لكن هذه الملاحق والمجلات تعاني من ضعف كبير في التسويق، بحيث لا يشاهدها إلا عدد قليل من الشباب.



آيات: لا أجد أن هذه الملاحق تقدم أي شيء جديد، باستثناء جريدة (شباب وجامعات) التي تحرص على نشر أخبار الشباب بطريقة تفاعلية بعيدة عن الجو الرسمي.



عبير: من بين هذه الملاحق أشعر أن واحدا منها فقط يستحق المتابعة وهو ملحق (كتاب في جريدة) الذي ينقل لك كتاباً كاملاً في جريدة، فهذه تجربة فريدة على مستوى الوطن العربي، فهو يقدم كتاباً في جريدة للشباب، ليسهل عليهم قراءته بما أنهم غير معتادين على اقتناء الكتب بشكلها المعروف.



يزن: إلا الملاحق الشبابية التي تقدمهما جريدة (الرأي) و(الدستور) تجربة جيدة، لكننها تتميز بالطابع الرسمي وهذا يقلل من انتشارها.



محمود: تجربة ملحق شباب الدستور رائدة، فهو يقدم فرصة لعدد كبير جداً من الشباب القادرين على الكتابة.



حسن: التجارب هذه جيدة كبداية، لكنها تحتاج لخطوات كثيرة لتصل إلى الشباب لتعبر عن طموحاتهم وأهدافهم.

حسن: نصيحة للإعلام والقائمين عليه، اهتموا بنا كشباب مبدعين قبل أن يأتي يوم تفقدوننا فيه.



يزن: أتمنى أن ينظم الإعلام نفسه حتى يحظى بثقة القراء والمستمعين والمشاهدين.



مروة: ليلتزم الإعلام بمبدأ المصداقية، فهو السبيل الوحيد لتقدمه وتطوره ليصبح منافسا للإعلام العربي على الأقل.



محمود: أدعو القائمين على الإعلام إلى ربط الأقوال بالأفعال فهذا سيولد نتائج عظيمة.



آيات: أشعرونا بمدى اهتمامكم بنا كشباب، قدموا لنا برامج جديدة حتى نشاهد ما هو ممتع كبرنامج (أوبرا).



عبير: أتمنى أن تكون الحالة التي يمر بها الاعلام المحلي حالة مرض وليست حالة موت.