"التربية" مدعوة لتلبية حاجة طلاب "التوجيهي" في المعلومات والإجابات النموذجية

محمد سويدان

عمان- ينشغل طلاب التوجيهي هذه الايام بالامتحانات التي بدأت منتصف الشهر الحالي وتستمر حتى الاسبوع الاول من تموز (يوليو) المقبل، وتعتبر مصيرية تؤثر نتائجها على مستقبلهم التعليمي الجامعي وحياتهم.

الطلاب الذين يدركون اهمية هذه الامتحانات، يصلون النهار بالليل في الدراسة والاستعداد للامتحان من خلال مذاكرة كتب المنهاج والاجابة على الاسئلة في الامتحانات السابقة، والاتصال مع المعلمين للاستيضاح والسؤال عن بعض الامور غير المفهومة والغامضة.

ويستفيد الطلاب من الكتب المقررة وتلك التي اعدها اساتذة لهم خبرات طويلة في تدريس المناهج والمواد التعليمية، كما يبحثون عن اسئلة الامتحانات السابقة للاستفادة منها.

وبعد الامتحان، يحاول الطلبة الحصول على اجابات الاسئلة، منهم من يجتهد، ومنهم من يتصل بالمعلمين من اجل هذه الغاية وتكون الاجتهادات في الاجابة حسب قدرة ومعرفة الشخص الذي يسأل.

وهذا الواقع يدعو الى التساؤل: ألا تستطيع وزارة التربية والتعليم نشر الاجابات النموذجية عن اسئلة امتحان التوجيهي بعد انتهاء الطلبة من تقديمه بساعات، ليتسنى لهم الاطلاع على الاجابة الصحيحة، بدلا من الاجتهاد الذي اذا كان خاطئا يؤثر سلبا على معنويات الطالب وعلى تحضيراته للامتحان الذي يليه.

ما الذي يمنع الوزارة الاستفادة من موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت، ووضع الاجابات النموذجية على صفحاته، بعد انتهاء الامتحان وبفترة زمنية معقولة، يستطيع اي طالب او معلم او ذوي الطالب الوصول خلالها الى الاجابات بكل يسر.

كما أن الوزارة بهذه الطريقة لن تتكلف ماليا، وستقدم خدمة جليلة للطلبة الذين قدموا الامتحان، والى اولئك الذين سيقدمون امتحانا في السنوات المقبلة، حيث يطلعون على الاجابات النموذجية ويستفيدون منها لاحقا.

الوزارة توفر الاسئلة والاجابات عليها، ولكن بعد مضي الامتحان بفترة طويلة، بحيث لا يستطيع الطلبة الاستفادة منها في الوقت المحدد، وخصوصا بعد الامتحان بساعات.

على التعليم في ظل التطور العلمي الهائل، تحديث اساليبه لتواكب التطور، والعمل على تقديم المعلومات العلمية للطلبة حتى لو كانت اجابة على اسئلة التوجيهي، وبالامكان الاستفادة من شبكة الانترنت التي اصبحت شبكة ضرورية، الجميع يدخلونها للبحث عن المعرفة او التسلية او العمل ولاسباب اخرى عديدة.

لقد اصبح العالم قرية مفتوحة، بفضل وسائط الاتصال الحديثة، اذ يستطيع اي شخص الوصول الى أي نوع من المعلومات وفي مختلف القضايا والامور.

ومن هنا، فإن الانترنت احدى هذه الوسائط، تستخدم للتدريس عن بعد ولاجراء مقابلات للعمل ولمناقشة قضايا علمية دقيقة، فما المانع من نشر الاجابات النموذجية لأسئلة التوجيهي، فورا بعيد انتهاء الامتحان، حتى لا يترك الطلبة في حيرة من امرهم، وليستطيع اي منهم، التأكد من اجابته وفق الاجابة النموذجية.

ان المواقع الالكترونية للوزارات والمؤسسات العامة المنتشرة على شبكة الانترنت، تمنح الفرصة لان تصبح هذه المواقع مهمة، وزيادة عدد زوارها باستمرار، اذا تمكنت من تحديث صفحاتها وتغذيتها بالمعلومات الضرورية التي يحتاجها الزائر.

وفي حال لم تقم هذه الوزارة او تلك المؤسسة بتحديث موقعها باستمرار ورصد احتياجات الزوار، فإن وجود هذه المواقع ودفع تكاليفها المالية سيكون عبئا وغير مبرر.

فما حاجة المواطنين ومستخدمي شبكة الانترنت لمواقع الكترونية لا يجري تحديثها، ولا تغذيها بمعلومات ضرورية او بتقديم خدمات يحتاجها المواطن، قد تغني عن الذهاب الى هذه الوزارة او المؤسسة.

كما ان سؤالا آخر يطرح نفسه في هذا السياق، ما حاجة الوزارة او المؤسسة الى موقع الكتروني غير فعال، ولا احد يزوره، لعدم وجود مادة تحدثه باستمرار؟

ومؤخرا، تصاعد الاعتماد على المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت، فالعديد من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والسفارات والبنوك وغيرها تستخدم هذه المواقع لتقديم الخدمات المتنوعة للمواطنين.

فمن خلال مواقع لبعض السفارات، يستطيع المواطن تقديم طلب رسمي للحصول على تأشيرة رسمية، ويتم التعامل مع الطلب رسميا وجديا، كما ان بعض البنوك تقدم خدمة التحويل المالي او الايداع او السحب او معرفة الحساب عن طريق الموقع الالكتروني التابع لها.

كذلك، فإن بعض النقابات تقدم لاعضائها خدمة الدفع الالكتروني لاشتراكاتهم السنوية، مما يسهل عليهم شؤونهم، فبدلا من مراجعة النقابة يستطيع العضو في اي مكان من العالم دفع التزاماته في موعدها المحدد، مما يحول دون ترتب غرامات عليه، حال تأخر عن الدفع.

وزارة التربية والتعليم وغيرها من الوزارات والمؤسسات، مدعوة الى تفعيل مواقعها الالكترونية وتحديثها وتزويدها باستمرار ودون انقطاع بالمعلومات، وليس فقط بأخبار الوزراء او المسؤولين.

كما أنها معنية بتطوير مواقعها الالكترونية لتستطيع تقديم الخدمات المتنوعة للمواطنين، مما يشجع على زياراتها والاستفادة من خدماتها وتوفير وقت وجهد المواطن.

وبإمكان الوزارات والمؤسسات الاستفادة من تجارب مواقع الكترونية، استطاعت بفضل تقديمها الخدمات وتحديث المعلومات وتطوير صفحاتها، الوصول الى فئات وشرائح عديدة في المجتمع، وتمكنت بفضل ذلك من تعميق صلتها بالمواطن ونشر رسالتها.