أحلى شباب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حوار شيق أجرته جريدة الدستور مع رئيس الجامعة الأردنية (خالد الكركي)

اذهب الى الأسفل

sp حوار شيق أجرته جريدة الدستور مع رئيس الجامعة الأردنية (خالد الكركي)

مُساهمة من طرف Mohammad Al Nwihi 2008-11-19, 10:41 am


حوار شيق أجرته جريدة الدستور مع رئيس الجامعة الأردنية (خالد الكركي) 409_97608
حاوره: طارق الحايك - الدستور

رغم المناصب الكثيرة التي تسلمها لا يزال الدكتور خالد الكركي يحمل بداخله المعلم ولا يرى نفسه غير ذلك ، ويقول أن أجمل محطات حياته هي التعليم والتعلم ، ويتمنى ذلك الريفيّ الصنعة كما وصف نفسه ـ لو أنه كان صوفياً بمنأى عن الناس ، ولم يندم على قرار اتخذه ولا حتى أكثرها اثارة للجدل ، و يعتبر أن العقوبات وحدها ليست كافية لمعالجة العنف فالحرية طرفّ أساسي في الحل ولكنه مع ذلك ينادي باجتثاث كل الذين يذهبون الى العنف على أسس اقليمية أو عشائرية.

الدكتور الكركي وخلال حوار مع "الدستور" رأى أنه يجب مراقبة السوق بدقة كي نتمكن من المواءمة بين احتياجاته وبين مخرجات التعليم ، وهو يؤكد أن الاستاذ الحقيقي هو الذي يفتح الآفاق أمام الطلبة ويرتب العلاقة بين الطالب والجامعة ويعلم الطلبة التحقق من الامور والتدقيق فيها والمقارنة بينها ويوضح أن الذين تلقوا تعليمهم عن طريق التلقين لا يصلحوا أن يكونوا أساتذة في الجامعات. ويطالب الكركي بوضع حد لمراقبة الكتب الفكرية وان تقوم المؤسسات الثقافية بتشجيع الناس على القراءة من خلال تخفيض تكلفة الكتب وأن تلتزم المؤسسات الاعلامية بتعريف الناس بالجديد من الاصدارات والجيد منها والأكثر مبيعاً.

وتالياً النص الكامل للحوار:

- بين الاديب والناقد والباحث والمدرس والسياسي والاعلامي والاداري... خالد الكركي اين يقف الآن؟

معلم ، ما رغبت ان أكون الا معلماً وما شغلني أي موقع كنت فيه الا باعتباره موقع خدمة ، كرّمت في بلدي بمواقع كثيرة لكني في الداخل أنا معلم ، المعلم الذي بدأ حين تخرج في الجامعة مدرساً في ثانويات الكرك ورغدان وكلية الحسين الى محاضراتي التي أعطيها الآن في الجامعة لطلبة الدكتوراة أنا أجد نفسي أولاً وثانيا في التعليم.



- ما الذي تمنيت أن تفعله ولم تستطع؟

أن أكون صوفياً ، بمعنى أن تراني جالساً عند عمود في المسجد الاموي أو في الازهر أو في مكة المكرمة منقطعاً عن كل هذا التعب والعناء ، لكن أن تكون من الصوفيين الذين يقرأون ويكتبون ويفكرون وينظمون الشعر ، فحينما أطل من قاسيون على دمشق أرى تاريخاً يتحرك أمامي.... حين أذهب الى اسطنبول وأرى المدينة لك أن تتخيل من في اي مدينة فيها الكُتّاب والمثقفون والعسكر والتجار ، فلو خيرت أنا لكنت صوفيا من أهل "الخرقة" لا يملك الا ما تبقي من ملابسه يسبح بحمد الله ويعتزل مكاناً قصياً وينأى عن الناس ، وليس ذلك لأن علاقتي بالناس سيئة ولكن هذه الامنية كانت في اللاشعور قديماً وسؤالك أثار من أعماق ذاكرتي انني ذات زمان تمنيت هذا وماكان ولعلّه من الخير أنه ما كان.



زمن مثقل بالتاريخ



- خلال عملك كرئيس للديوان الملكي الهاشمي ما اجمل لحظة تتذكرها مع جلالة الملك الحسين بن طلال؟

أنت لا تستطيع أن تختصر الدنيا في سنواتها تلك في لحظة واحدة أنت تستطيع أن تتذكر زمناً مثقلاً بالتاريخ ومثقلاً بالحكمة التي يمتلكها جلالته وأنا لا أحمل مثقلاً هنا على انها في التعب لكنها كما يحمل الغيم المطر ولكن بالتأكيد عند عودة جلالة الملك من رحلة مرضه الاولى كان ذلك أفضل الايام ليس لي وحسب وانما للاردنيين جميعاً.



- خلال عملك كسياسي ما هو القرار الذي اتخذته وندمت عليه؟

المواقع السياسية لم أكن دائماً فيها من صناع القرار فأن تكون عضواً في مجلس الوزراء فالقرار لمجلس الوزراء وأن تكون رئيساً للديوان الملكي فالقرار لجلالة الملك.



اغلاق الاسبوعيات



ـ ألست نادماً على قرار اغلاق بعض الصحف الاسبوعية اثناء توليك حقيبة الاعلام عام ؟1995

لست نادماً على ما كان بيني وبين والصحف آنذاك لكنني أتمنى لو أن ذاك ما وقع فالخلاف كان بين وزارة الاعلام ودائرة المطبوعات والنشر من جهة وبين الصحف الاسبوعية من جهة أخرى نتيجة عدم تعيين رئيس تحرير اكتملت شروط تعيينه ادى الى اغلاق بعضها وذاك قرار كنت مقتنعاً به في ساعته ولا أقول نادماً عليه وأنا لا اريد أن يُفهم انني ضد الحرية لأن الامر لم يكن كذلك وحين أستذكر المسيرة أتمنى لو أن الاطراف تفهمت وأن الامر ما كان.

- كيف تنظر الى اغلاق رابطة الكتاب في عهدك وأنت رئيس لها؟

أنا أعتز أنها أغلقت لأنها لم تغير موقفها من الحرية ومن المطالبة بالديمقراطية ، وكل الذي اغلقت الرابطة من أجله هو الحرية والديمقراطية وقد حققنا شيئاً من ذلك حين جئنا الى الحكومة عام ,1989



عنف الجامعات



- ظاهرة العنف في الجامعات انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل بارز... ما الاسباب برأيك وطيف يمكن معالجتها؟

أنا أعترض على كلمة ظاهرة لأنه ليس هناك ظاهرة عنف مقصود أو مدروس أو منظم في الجامعات فأنت تتحدث عن أكثر من خمسة وعشرين جامعة عشرون منها لم تشهد في العام الأخير شيئاً من ذلك ، هناك حوادث تقع في بعض الجامعات كثير منها بسيط ويومي فأنت لا تستطيع مثلاً أن تجمع أربعين ألف طالب في مساحة بسيطة كالجامعة الاردنية اعمارهم بين الثامنة عشرة والرابعة والعشرين دون أن تحدث بينهم بعض الخلافات ، لكن الخلافات التي تحدث لأسباب جهوية أو أقليمية أو عشائرية أو فوضوية أو من قبل أشخاص يتسربون من خارج الجامعة لاثارة الفتنة بين الطلاب أمرّ مرفوض وللأسف فهذا الامر بعضه يقع والسبب أن البعض يأتي ومعه عيوبه كاملة وأمراضه الاجتماعية كالتعصب والتطرف وهذا أمر مرفوض على الاطلاق.

أما العلاج فهو عن طريق الحرية من جهة والحزم من جهة أخرى فالحرية للجميع ما دام وعيهم قد أهلهم لدخول الجامعة والحزم مع الذين لم يكتشفوا بعد أنهم في جامعة والذين لا يعرفون قيمة أن يكونوا في جامعة فأن تكون في جامعة يعني أن تعرض الاشياء في الدنيا للفحص أمام عقلك ، وإن لم تكتشف ذلك فأنت ما زلت تعبث وهذا المكان ليس لك وعليك أن تخرج منه الى أن تعي ما يجري في الجامعة ، أنت تأتي لكي تعود الى بلدك وأهلك مصلحاً فلماذا تأتي أحياناً وتخرب على الآخرين،، والذين يذهبون الى العنف فئة لا بد أن تجتث ولو تطلب الامر خروجها من سائر التعليم الجامعي وبشكل نهائي فنحن لا نكتفي بتطبيق التعليمات التي قد تؤدي الى فصلهم ولكننا نكتب الى سائر الجامعات الأردنية ولمؤسسات التعليم العالي أن هذا المواطن لم يعد صالحاً لدينا ونرجو ألا يقبل لديكم وقد يقال أن في هذا قسوة ولكن علينا اجتثاثهم لصالح الروح الوطنية والاكاديمية الحقيقية ولصالح الوعي والحرية.

ومع ذلك فالانظمة والعقوبات وحدها لا تؤدي الغاية ، فالمطلوب اذاً هو مزيد من الحرية ومزيد من الحوار وأنا في الجامعة الاردنية أراهن على وعي الطلبة وتقديرهم للحرية وأقول لهم افعلوا ما تريدون من ندوات ومسيرات واحتجاجات وحتى اضرابات وتوقيع مع وضد ولكن أخبرونا بما يجري لأن الكبت أحياناً هو الذي يؤدي الى مثل هذه الامور فما الذي تتوقعه من شخص حين تصادر حريته؟ يغضب وحين يغضب يكسر الذي في طريقه وبالتالي فهي معادلة دقيقة جداً طرفيها الحرية والوعي من جهة والحزم من جهة أخرى الى أن تستقيم أمور الآخرين ويصبح الحرم الجامعي آمناً.



- يتكرر الحديث عن عدم مواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل... أين يكمن الخلل وما هو الحل؟

ربط التعليم بحاجات السوق يحتاج الى معرفة السوق معرفة جيدة ، الحالة الاردنية حالة متغيرة بسبب التحولات الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لذلك لا بد من مراجعة الأرقام الدقيقة ومعرفة عدد الطلبات الموجودة في ديوان الخدمة المدنية والتي لانجد لها وظائف فالسوق متغير وخلال فترة معينة يصل حد الاشباع لكننا نعود ونكتشف ابعاداً جديدة ، كما ان الناس تقول لماذا تمنعني من التعليم ما دمت أدفع كلفته كمواطن وانا لا أطلب منك وظيفة ومن حقي أن أتعلم ، وهذا الموضوع لا يزال موضع جدل لكن يجب مراقبة السوق بدقة وأن نبقى على صلة وأن نؤائم ما استطعنا الى ذلك سبيلاً لأن الأمر صعب في مجتمع لا يزال يتحول فالاوضاع الاقتصادية تجعلك في سنة معينة تحتاج تخصصاً معيناً وفي سنوات أخرى لا تحتاجها علاوة على أن السوق العربي احياناً يفتح وأحياناً يغلق وأحياناً يوارب.



التعليم البنكي

ـ يذهب البعض الى أن جامعاتنا لم تعد تعلم وانما تعتمد اسلوب التلقين للطلبة... كيف تنظرون الى هذا الموضوع؟

الانتقال من التلقين الى التفكير هي مسؤولية الاكاديميين جميعاً في سائر الجامعات ، انا لا أقول أن التلقين هو الصورة العامة في الجامعات لكن بالتأكيد نعترف أننا في اقسام وكليات معينة وفي بعض الجامعات ما يزال التلقين هو الغالب ، لكن الجامعات وجدت من أجل التفكير والجامعات ليست كتاباً واحداً مقرراً ـ كما قلنا سابقاً ـ الجامعات ليست استاذاً يقول فقط ما يعرف هو يفتح الآفاق أما الطلبة ، الجامعات عقل ومنهج ومصدر معلومات ، الاستاذ هو الذي يرتب العلاقة بين هذا العقل الجديد وبين المنهج الذي يتبعه وبين مصادر المعلومات المتوافرة هو الذي يعلم الطالب التحقق من الامور والتدقيق فيها ويعلمه المقارنات بين الاشياء لذلك فإن أخطر ما يمكن أن نقع فيه هو ان نعلم البعد الواحد فقط ان نقول هذا كتاب واحد وهذه نظرية واحدة وعليك أن تذهب ، لذلك نحن نحاول في هذه الجامعة وكل الجامعات أن ننتقل الى التفكير وأن نتخلص من "التعليم البنكي" كأن يأتي الطالب الى الجامعة له حساب فيها ويسحب مئة ساعة معتمدة الامر ليس كذلك كل هذه الكتب والدوسيات التي نشير الى طلبتنا أنها مصادر ومراجع اضافية هل حققنا ودققنا في أنها تستحق فعلاً أن تكون مراجع؟ هل مجرد أي كتاب يحمل اسم النقد الحديث يصلح أن يعرض على الطلبة؟ يجب أن ندرب الطلبة على منهج يمنح العقل طريقة في فهم الاشياء.

نحن نراقب المشهد بدقة لكن التحولات تتم في نفوس الناس وليست خارجها ولا تستطيع أن تخلق مناخاً بقرار.



- في ظل اتساع هذه الهوة بين الناس وبين الكتاب كيف يمكن اعادتهم الى القراءة؟

المشكلة أن الناس يعتقدون أن الوسائل الجديدة في المعرفة هي وسائل نهائية بمعنى أننا نستطيع تحصيل المعرفة من خلال التلفاز والانترنت وحضور الافلام والندوات وهذا صحيح ولكنه ليس كافياً فأنت تستطيع أن تقرأ قصيدة لمحمود درويش أو رواية لنجيب محفوظ على الانترنت لكن الكتاب الحقيقي هو مبدأ ومنتهى وهو وحده الذي يمنحك قراءة جادة وبعيدة عن الضجيج الذي قد يكون في الوسائل الاخرى لأن الكتب جعلت للعقل في ساعات هدوئه.

وبالتالي فعلى المؤسسات الثقافية وبخاصة وزارة الثقافة ودور النشر تقديم طبعات شعبية من الكتب ومنابر للناس يكتبون فيها ثم تنشر ما يكتبون في كتب رخيصة لأن أسعار الكتب أصبحت تشكل عائقاً أمام القراءة .

كما أن الاردن أحد البلدان التي يجب أن تضع حداً لمراقبة الكتب التي أصبحت أصلاً متوفرة على الانترنت فالمشكلة أصبحت في مراقبة الكتب الفكرية وترك الكتب الرديئة المليئة بالسحر والشعوذة التي تعمل على ابتزاز عقل الناس والضحك عليهم والتي تملأ الاكشاك في عمان أما أن تمنع رواية أو كتاب في الفكر أو الفلسفة فهذا كتاب يجب أن ينتهي إذ يليق بنا أن على وعينا أن يفتح السوق الاردني كاملاً لما هو موجود والمتضرر يذهب الى القضاء.

قد تقول هناك فضائيات تقوم على السحر والشعوذة ، نعم وهذا تخريب للعقل للعمل على ابتزاز الناس عبر الاتصال لأمور تافهة ونحن بالطبع نقع في ذلك نتيجة الثقافة المضادة التي تنميها مثلاً رؤوس الأموال حين تمنح جاهلاً في بعض الاحيان فضائية كاملة تعمل على تخريب العقل العربي واستلابه ، كما أن هذه الثقافة تأخذ أشكالاً كثيرة منها الخرافية ومنها الاسطورية وأحياناً تأخذ شكلاً اجتماعياً وفي أحيان أخرى تأخذ شكلاً وعظياً من قبل أشخاص يعظون العقل في قضايا حسمت منذ آلاف السنين يريدون منها مصادرة الحرية وتقييد الناس في البيوت ومنع المرأة من العمل ومنع الاختلاط في الجامعات ومثل هؤلاء الأشخاص الذين ينظرون الى كل الأشياء على أنها خراب في رأيهم هم أشخاص يائسون ومرتجفون ومرعوبون يتشاجرون لأتفه الاسباب وهم عبيد في دواخلهم لأنهم لم يكتشفوا شمس الحرية بعد.



- هل تتفق مع مقولة أننا في الاردن نستثمر في التعليم ولكننا لا نستثمر في العلم؟

نعم ، لأنه في المراحل الاولى يحصل الناس فيها معلومات ثم يحصلون معرفة ونحن الآن في مرحلة تحصيل المعرفة ، الآن توظيف المعرفة وبالذات المعرفة العلمية للتقدم هو التحدي القادم لذلك يجب علينا أن ننتقل الى مرحلة استثمار ما حصلناه في التعليم فمثلاً كل الذي يجري في كلياتنا العلمية يجب أن يجيب على سؤال كيف نحل أزمتي الماء والطاقة ونحتاج الى خبرائنا في الماء والطاقة لتقديم الحلول البديلة وقد استثمرنا أيضاً في الطب والصيدلة والتمريض ولم نخسر ودخلنا في ثنايا المجتمع ونحن الآن بحاجة الى استنبات التكنولوجيا الجديدة عبر اقامة معاهد تقنية متقدمة ومعاهد تكنولوجية أكثر تقدماً في كافة المجالات ونحن بحاجة الى استثمار كل طاقاتنا لاصلاح ما يجب اصلاحه في أحوال الناس في الميادين الصحية والزراعية وتكنولوجيا الطاقة وتحلية المياه وهناك محاولات كثيرة للبحث العلمي في السنوات القليلة الاخيرة حيث نلاحظ أن البحث العلمي التطبيقي بدأ يتقدم فالجامعة الاردنية مثلاً ستسعى الى اقامة مراكز جديدة مثل مركز العلاج بالخلايا ومركز أمراض الكبد وهناك محاولة لاقامة مجلس ينسق بين مراكز الطاقة الاردنية وانا أعتقد أننا نسير في الطريق الصحيح لأنك لا يمكن أن تقول ذلك قبل أن يكون لديك هذا الكم من الخريجين وأقصد المتميزين منهم الذين امتلكوا الخبرة والذين يجب أن يقولوا لنا ماذا سنفعل في المستقبل ونحن بدورنا علينا أن نقدم لهم الدعم والادارة وهذا ما نعرف فنحن من جيل لحق بالتعليم حين كان البحث عن المعرفة هو غاية الغايات أي أن تعود ومعك شهادة أما الآن فيجب أن تعود ومعك شهادة وخبرة وتدريب وإذا لم تركز الجامعات الآن على التدريب العملي التطبيقي فسنقع في مأزق وبالتالي فعلينا أن ننتقل من التعليم الى استثمار التعليم وليس الاستثمار في التعليم.



- تقول اننا نفتقد الاعلامي المحترف الذي انضجته التجارب والايام أليس في ذلك جلد للذات باعتبار انك مارست العمل الاعلامي؟

أنا اقصد الاعلامي المحترف فهذه مهنةّ التحرير فيها مهنة والحصول على الخبر مهنة وفهم المجتمع مهنة والموقف من الحرية أساس ، وأنا كنت أقول اننا في المشهد العام نفتقد لجيل ينضج بسرعة فالاعلامي لا يجب أن ينتظر السنوات كي تنضجه.... الأكاديمي هو الذي ينضج على نار هادئة إن الاعلامي يقلب الجمر بين يديه صباح مساء فتحقيق واحد قد يضع أحد الفتية في درجة رفيعة على آخرين ظلوا في اماكنهم وعلى خوفهم يكتبون الجانب الرسمي من الخبر ، هناك محررون ممتازون ولكني أتحدث عن الاعلامي بالمفهوم الغربي الذي يلاحق الدنيا وما فيها والذي يتسرب بين ثنايا الاشياء والذي يتخذ من الاعلام مهنته النهائية فأنا اريد من الطبيب أن يكون طبيباً والاعلامي اعلامياً وليخلص كل لمهنته ونحن نعرف أن الصحافة العربية قامت على المفكرين ونريد للاعلامي أن يكون محترفا ومفكراً يملك رأياً لا أن يكون مجرد اعلامي يحضر خبراً أو يرسل خبراً.



- هناك صراع ـ إذا صح التعبير ـ بين المثقف والسلطة... كيف استطعت التوفيق بين المثقف ورجل السلطة؟

لا استطيع أن أحكم ان كنت استطعت التوفيق لكنني حاولت ما وسعني الجهد أن أوفق ، وأزمتي الوحيدة حين كنت رئيساً لرابطة الكتاب الاردنيين التي كانت مغلقة أنذاك وأصبحت وزيراً أني كنت أعي أنني مثقف السلطة ، فهم يريدون منا أن نعمل عندهم ونحن نظن أننا نعمل معهم وهذا فارق كبير ولكن بعد إلغاء الاحكام العرفية وعودة الديمقراطية سمح لنا بحرية الحركة مما خفف وضع التناقض فيما أنك لو ذهبت الى هذا المنصب قبل عام ,1989

وأنا أعتقد أن الامر صعب إذا لم يتنبّه المثقف الى موقعه تماماً ، هذا المثقف لديه جملة من الاشياء من المبادىء من الرؤى وإذا أحس أن السلطة تسلبه ذلك فعليه أن يعود الى موقعه الثقافي وإلا فسيدجن ويصبح رقماً آخر في كتب الاحصاء أما إذا أحس أنه يستطيع خدمة الناس برؤيته ورأيه من خلال تلك السلطة فعليه أن يبقى.



- كيف ترى المشهد الثقافي في الوطن العربي؟

المشهد العربي فقد كثيراً من بريقه الذي كان في ستينيات القرن الماضي حين كانت حركة التحرر العربي من الجزائر الى عدن منتصرة وعندما كان المد القومي والبحث عن العدالة والحرية غايات لدى الجيل وكان سؤال فلسطين حاراً في المشهد أيضاً وقد مرّ زمن من الهزائم والانكسارات تهشّمت فيه الرؤى والاحلام وضاعت الحقيقة في متاهات الصحراء العربية حيث ترسخت الاقليميات وزاد الفقر والعطش والفرقة حتى يكاد الاستلاب الخارجي لنا قريباً من الاكتمال.

وقد خسرت الحركة الثقافية العربية عدداً هائلاً من رموزها من تيسير السبول في عمان الى محمود درويش ومحمد الماغوط وممدوح عدوان وصلاح عبدالصبور ونجيب محفوظ وعشرات الاسماء الكبيرة ، إن المشهد يبعث على القلق ولم يكتمل بعد الجيل الذي يملأ الفراغ لكني أظنه قادماً من أحزان بغداد وفلسطين والسودان وأراه قادماً من زمن الفقراء العرب والجائعين للحرية والخبز والكتابة.



- هل نستطيع القول أن هويتنا الثقافية تعاني من أزمة؟

نعم الهوية الثقافية القومية في أزمة والا كيف نفسر هذه الحروب الطائفية في العالم العربي؟؟؟



- في ظل المكانة المتميزة التي يتمتع بها خالد الكركي في الاوساط الثقافية كمثقف هناك بعض من يدعون أن السلطة هي التي منحته هذه المكانة... بماذا ترد؟

هذا غير صحيح بالنسبة لي على الاقل أنا صناعة ريفية مصنوع في مدرسة ابتدائية في قرية أردنية في الجنوب وفي مدرسة الكرك الثانوية وفي الجامعة الاردنية وهذا تشكلي الاول الذي صنع مني شخصاً قد يكون حافلاً بالعطاء وقد يكون مثقلاً بالأخطاء.



- تقول أن اكتمال الأمة يكون باكتمال الرؤية... هل اكتملت الرؤية في الجامعة الاردنية؟

الرؤية لم تكتمل ولو اكتملت لتركتها وغادرت.
avatar
Mohammad Al Nwihi
ادارة المنتدى
ادارة المنتدى

ذكر
عدد الرسائل : 5349
العمر : 35
البلد : الأردن
الوظيفة : طالب جامعة - بكالوريوس إدارة أعمال - سنة ثالثة
المزاج : حسب الظروف
الأوسمة : حوار شيق أجرته جريدة الدستور مع رئيس الجامعة الأردنية (خالد الكركي) A7lawesam2008_2

بياناتك الشخصية
حدثنا عن نفسك: أشياء تتقن فعلها

https://a7lasbab.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى