أحلى شباب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كيف نحمي أبناءنا من الانحراف

اذهب الى الأسفل

sp كيف نحمي أبناءنا من الانحراف

مُساهمة من طرف Mohammad Al Nwihi 2008-12-08, 8:45 pm

نحتاج في توفير الحماية للشباب من الانحراف أن نجيب على سؤالين :
أوّلاً : ما هي الطرق التي نسلكها لتأمين هذه الحماية ؟
ثانياً : الحماية مسؤولية مَنْ ؟
أوّلاً : سبل تأمين الحماية
1 ـ إيجاد فرص عمل متكافئة : فلا يمكن التخلّص من شرور الفراغ والبطالة التي يعاني منها الشباب إلاّ باتاحة المجال للطاقات الشابة أن تأخذ موقعها على خريطة العمل والإنتاج ، فلقد ثبت أنّ الشبان العاملين أقلّ تعرّضاً للإصابة بالانحراف بسبب استغراقهم في أعمالهم التي ترفع من إحساسهم الإيجابي بشخصياتهم واستقلالهم المالي ، وتغلق المنافذ التي تتسرب منها الخواطر الشيطانية التي تغري بالانحراف والتجاوب مع أجوائه ومع المتعاطفين معه أو الذائبين فيه .
2 ـ الابتعاد ما أمكن عن الأجواء الفاسدة أو الداعية إلى الفساد : إنّ مقولة «مَنْ حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه» مقولة مستوحاة من معرفة بالطبيعة الانسانية الميّالة إلى الانحراف (إنّ النفس لأمّارة بالسُّوء إلاّ ما رحم ربِّي )(1) وهي تنظر إلى لبّ المشكلة ، فالذي يعيش في أجواء تفوح منها الروائح النتنة قد يقرف منها ابتداء ، ثمّ إذا طال تردده عليها زال القرف شيئاً فشيئاً ، وربّما في وقت لاحق لا يرى الشاب الذي زلّت قدمه أن تلك الروائح نتنة بعد ما يكون أنفه قد تشبّع منها .
إنّ الابتعاد عن الأجواء المنحرفة أو المشجّعة على الانحراف لا يكفي وحده في حماية الشباب من الانحراف إذ لا بدّ إلى جانبه من لقاحات المناعة الإيمانية التي توفرها (الأجواء البديلة الصالحة) التي تملأ الفراغ النفسي والعقلي والروحي لدى الشاب .
وعلى هذا فإنّ اختيار البيئة المناسبة للسكن ـ إن كان ذلك ممكناً وميسوراً ـ سيجنّب الأبناء والفتيات الكثير من احتمالات الوقوع في الانحراف . كما أنّ اختيار الأصدقاء الصالحين الثقات الذين يعيشون الطهارة الروحية والصدق والإخلاص سيكون صمام أمان كبيراً ضدّ الانحراف بما يعرّفون أصدقاءهم من عيوبهم ، وما يبذلونه من جهد في مكافحة انحرافهم وما يقدمونه من قدوة حسنة من أنفسهم وسلوكهم القويم .
3 ـ التفقّه في الدين : ولا نعني به وعي الشريعة الاسلامية في مسائل الحلال والحرام فقط ، وإن كان ذلك من صمامات الأمان المهمّة أيضاً ، ولكنّه معرفة بكلّ معالم الطريق عقيدة وشريعة ومنهاجاً .
إن استحضار الشاب لله تعالى في أعماله كلّها ومعرفته «إنّ الشاهد هو الحاكم» و «إنّ الناقد بصير» و «لا تنظر إلى المعصية ولكن اُنظر إلى مَنْ عصيت» وأن تكون أحكام الشريعة أجراساً ومنبهات توقظه إذا غفل ، وتعيده إلى خط السير إذا انحرفت عربته عن المسار ، وأن يعرف أنّ الذئب إنّما يأكل من الغنم القاصية لأ نّها شذّت وانحرفت وانفصلت عن الجماعة الصالحة التي توفر لها الحماية .وإن وعي الشاب لدوره في الحياة ، ولما أراده الله منه ، ولما ينتظره اسلامه ومجتمعه والمستقبل منه ليس خارجاً عن التفقّه في الدين وتوفير سياج يحمي من الانحراف .
4 ـ تكثير عدد القدوات في المجتمع : لا يكفي في سبيل دفع الانحراف وتحذير الشباب منه أن نقدّم مواعظ طويلة عريضة ، فالأب القدوة ضمانة أكيدة لابنه ضدّ الانحراف ، والأم النموذج الصالح حارس لابنتها من الوقوع في الانحراف . والعالم العامل المتقي الورع صمام أمان لشرائح واسعة من الناس ، والمعلّم المربّي الذي علّم نفسه أوّلاً وربّاها خشبة إنقاذ بما يغرسه في نفوس النشء ـ شباناً وفتيات ـ من معاني وقيم الصلاح والاستقامة .
إنّ لغة القدوة أبلغ في التعبير من لغة الخطاب المجرّد «كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم حتى يروا منكم الورع والاجتهاد والتقوى ، فذلك داعية» .
5 ـ تحديد المعايير والمصطلحات بوضوح : قيل لحكيم الصين الشهير (كونفوشيوس): ما هو أوّل شيء تعمله إذا أصبحت امبراطوراً للصين ؟ قال : أطلب من الناس أن يحدّدوا معاني الكلمات ! وهذه اللفتة الحكيمة من هذا الحكيم لم تُراعَ لحدّ الآن ، فالناس في اختلاف وصراع حول المراد بالمصطلحات المتداولة .
فالشرف كلمة رجراجة .. والعيب يجتهد العرف في تحديد معناه ، والحسن والقبيح ذوق اجتماعي يختلف من مجتمع إلى آخر .. وهكذا ، الأمر الذي يجعل المعيار أو المرجعية غائبة . فإلى ماذا نحتكم إذا اختلفنا كشباب ؟
بالطبع إلى المعيار الصحيح المتفق عليه وهو القرآن والسنّة المطهرة وما يقول به علماء الأمّة المعروفون بوعيهم للأمور وإلى عقولنا التي جعلها الله منارات هدى .
فإذا غاب المعيار أو غيّبه الناس ، أو اختلط وتعدّد وتشابه على الشباب أو كان شأناً مزاجياً أو اجتهادياً ، فإنّ الانحراف يدبّ للجهل بمعاني العفّة والتقوى والطاعة والولاء والانتماء والطيب والخبيث والأصيل والدخيل والخطأ والصواب .
6- الاهتمام ببناء شخصيات شبابية قويّة وواعية : إنّ الدوائر المسؤولة عن بناء وتربية الشباب معنية بتركيز مقومات الشخصية الاسلامية ، وتعميق الإحساس بالوازع الديني ، أو ما يسمّى بـ (الضمير) أو التقوى ، والتعريف بما هو إيجابي ، ذلك أن من الأمور التي تجعل الانحراف معزولاً ومحشوراً في زاوية ضيّقة وغريباً ، هو أن نزرع إلى جانبه أشجار الخير والمحبّة والتعاون والاستقامة حتى يبدو لعيني الشباب الفارق الكبير بينها وبين أشجار الانحراف المائلة والصفراء والواخزة بشوكها والعارية من الثمار والأزهار .
7ـ إتاحة المجال للزواج بشروط ميسّرة : لقد تأكّد أنّ التعقيد في شروط الزواج وارتفاع تكاليفه الباهظة سواء غلاء المهور أو الشروط التعجيزية التي ما أنزل الله بها من سلطان ، هي التي جعلت الكثير من الشبان والفتيات يلجؤون إلى الطرق غير الشرعية للتنفيس عن رغباتهم الجنسية .
ولذا فإنّ الزواج المبكر إذا توفرت إمكاناته ، والزواج الجماعي الذي يقلّص حجم النفقات ، وتأسيس الصناديق الخيرية التي تيسّر السبيل إلى بناء البيوت السعيدة ، أو المصارف التي تقدم القروض والسلف للراغبين بالزواج أو حديثي العهد بالزواج بشروط ميسّرة وأقساط مريحة ، كل ذلك يساهم في التخفيف من وطأة الانحراف وسد منافذه .
8 ـ فتح أبواب التفاؤل والرحمة : إنّ الشاب المنحرف أو الفتاة المنحرفة أشدّ ما يكونان حاجة إلى القلوب الرحيمة المتفهّمة لظروفهما وأسباب انزلاقهما ، وايجاد المخارج التي يمكن أن يهربوا من انحرافهم من خلالها .
وعلى المربين أن يتعلّموا لغة الخطاب القرآني مع المنحرفين ويخاطبوهم بمثلها (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا
من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً )(2) وهي لغة (إنّ الله غفور رحيم) و (توّاب رحيم) و (رحمتي وسعت كلّ شيء) أي لغة أنّ المنحرفين ليسوا مرفوضين تماماً ، فأبواب الصفح والمسامحة مفتوحة و (مَنْ تاب تاب الله عليه) .. المهم أن لا يبقى الشاب المنحرف مصرّاً على انحرافه مأخوذاً بالعزّة بالإثم .
ثانياً : مسؤولية الحماية في عاتق مَنْ ؟
صلاح الأفراد من صلاح المجتمع ، كما أنّ صلاح المجتمع من صلاح أفراده ، فصلاح كلّ منهما ينعكس على الآخر ، فالمجتمعات الآمنة المطمئنة التي تقلّ فيها حالات الانحراف ، ولا نقول تنعدم فليس هناك مجتمع ملائكي على وجه الأرض كلّها ، هذه المجتمعات تنتج أفراداً صالحين ، كما أنّ الأفراد الصالحين يقوّون بدورهم النهج الإصلاحي في المجتمع بما يشيعونه من سلوك نظيف يحدّ بدوره من قذارة الانحراف ، ويجعل المنحرف متردداً في فعل ما يفعله ، وقد يمارسه بعيداً عن مرأى الناس وسمعهم ، وإذا حصر الانحراف أو المنكر في الدائرة الضيقة سهلت السيطرة عليه وتطويقه((3)) .
وبناءً على ذلك ، فإن مسؤولية مكافحة الانحراف وحماية الشباب منه مسؤولية تضامنية تنهض بها الجهات والمؤسسات التالية :
1 ـ الأسرة : الأسرة المحضن الأوّل للشاب وللفتاة على حدّ سواء ، وعلى مدى التربية التي يتلقاها كلّ منهما في صغره يتحدّد مستقبلهما . فإذا حظيا بأسرة صالحة رجح أن يكونوا صلحاء ، والعكس صحيح .
وقد تلعب عوامل خارجية كثيرة دورها في انحراف الشباب والفتيات ، لكن يبقى دور العامل الأسري في الحماية والوقاية والصيانة من أهم العوامل على الاطلاق : (قُوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة )(4) .
الأسرة هي الحجر الأساس في البناء التربويّ ، وكلّما كان متيناً أمكن التنبؤ بمستقبل يبشِّر بالخير والصلاح ، وبخلافه إذا كان هشّاً فإنّه لا يصمد أمام الضغوط والتحدّيات ، وحينها لا بدّ من جهود ذاتية استثنائية كبيرة يبذلها الشاب حتى يعوّض حرمانه من ذلك البناء ببناء آخر متين وهو (الدين) .
إنّ الأمّ التي تسمح لابنتها أن تطل على ضيوف أبيها وهي شبه عارية ، والأب الذي يطلب من ابنته أن ترقص وتغني أمام ضيوفه ، والأبوين اللذين لا يعارضان زيارة الأصدقاء الشباب لبيوتهم دون مراعاة لوضع بناتهم ، والأب الذي يبتسم بفخر لابنه الذي استطاع أن يحتال على شخص فيغلبه ويعتبر ذلك سمة من سمات رجولته ، هؤلاء إنّما يدفعون أبناءهم وبناتهم بكلتا يديهم إلى الانحراف .
أمّا الأبوان اللذان يحتاطان ويحترزان ويقدّران مخاطر أمثال هذه التصرفات في الحاضر والمستقبل ، وإذا رأيا أنّ البيئة التي تعيش الأسرة فيها موبوءة أو ملوّثة ومحفّزة على الانحراف ، عمدا إلى تغيير محل السكن حفاظاً على سلامة الأبناء والبنات ، واللذان يقدمان التربية بشقيها المباشرة بالموعظة والحكمة ، وغير المباشرة بأن يكونا قدوة لأبنائهما وبناتهما ، إنّما يتصرفان بوحي المسؤولية الاجتماعية والدينية ، ذلك أنّ الأسرة التي (تراقب) و (تحاسب) و (تخاطب) و (تشاور) الأبناء والبنات وتستخدم لغة الحوار والإقناع ستقلل ـ إذا لم تقطع نهائياً ـ احتمالات الانحراف .
2 ـ المراكز التعليمية والتربوية : المدارس والمعاهد والمراكز التعليمية والتربوية الأخرى هي البيوت الثانية للشبان والفتيات ، ولعلك تشترك معنا في الرأي إذا قلنا أنّ (المعلم) إذا كان مربياً مخلصاً ، نجح في انتشال الأجيال من براثن الانحراف .
فقد يفتقد الشباب القدوة في بيوتهم لكنّهم يجدونها في مدارسهم ، فإذا تمسّكوا بها ولم يتأثروا بالأجواء البيتية فقد اجتازوا عقبة كبيرة وأمنوا من تبعات الانحراف .
ولذا فإنّ رسالة التربية التي يجب أن تضطلع بها مدارسنا الاسلامية يجب أن تتقدّم على رسالة التعليم ، أو لنقل انّها ينبغي أن تسير بشكل متواز معها وأن لا تتخلّف عنها ، فربّ كلمة من معلم أو معلمة تهدي شاباً أو فتاة وتنقذهما من الوقوع في هاوية لا قرار لها .
دور المعلم الذي ينظر إلى التلميذ على أ نّه ابنه الثاني ويتابعه ويرشده ويهديه ويسدّده ويقوم سلوكه قد يفوق دور الوالدين في بعض الأحيان . أمّا إذا تظافرت الجهود التربوية وانضمّ الجهد الأسري إلى الجهد المدرسي فإن ذراعين رحيمين سيحتضنان الجيل .
3 ـ علماء الدين والمؤسسات الدينية : المراجع والعلماء والفقهاء هم آباء الأمّة والمشرفون على خط سيرها والمسدّدون لخطاها ، ودورهم في حماية الشباب من الانحراف يتمثل في التثقيف المباشر
بالإسلام ، أو تشكيل لجان ومؤسسات تربوية مسؤولة ترعى هذه الشريحة وتومّن لها سبل الحماية ، وتشعر أبناءها من كلا الجنسين أ نّهم محطّ عنايتها ومحبّتها واحتضانها الأبويّ .
وللمؤسسات الدينية والحوزات العلمية دورها المساند في تحصين الشباب ضدّ التحديات الثقافية والفكرية والسلوكية سواء بالتعريف بالاسلام بوجهه الصحيح وبأساليب عصرية مشوقة ، أو بتقديم الحلول المناسبة لمشكلات الشباب الدينية والاجتماعية والنفسية برؤية معاصرة تخلق لغة تفاهم مشتركة بين هذه المؤسسات وبين الشباب .
هناك فراغ واضح وملحوظ يعاني منه الشبان والفتيات في المكتبة الاسلامية الشبابية ، فلا تزال نادرةً الكتب التي تهتم بقضايا وهموم وشؤون ومشاكل وآمال الشباب ، فلا بدّ من توجيه العناية إلى أن يتخصّص بعض الروائيين والروائيات بطرح ذلك كلّه بلغة أدبية شفافة ونظيفة .
إن عدم نزول الكثير من علماء الدين إلى الميدان الشبابي أوجد هوّة أو غربة بين الاثنين حرمت الشباب من الأفكار والمفاهيم والأساليب التي يمكن أن تحصّنهم وتبني شخصياتهم بناءً متيناً .
وردم الفجوة يحتاج إلى فتح قنوات حوار ، وإعادة نظر في الأساليب التبليغية والدعوية والإرشادية التقليدية ، فالكثير منها بات منفّراً ، أو في الأقل لم يعد صالحاً للزمن الذي يعيشه الشاب فلا يستهويه ، خاصة إذا عقد مقارنة بين أساليب التربية والتوعية الحديثة
ذات الطرح العلميّ الذي يعالج المشاكل معالجة موضوعية تجيب على ما يدور في أذهان الشباب من أسئلة أياً كان نوعها ، وبين أساليب التوعية الدينية التي ما زالت تراوح مكانها إلاّ ما ندر .
4 ـ الكتّاب والأدباء والمثقفون : ما لم تتوجه عناية الكتّاب والأدباء والمثقفين الاسلاميين إلى الشباب ، ويتخصّص بعضهم في دراسة أسباب ومظاهر وآثار وطرق معالجة الانحراف ، ووضع خطّة شاملة في بناء الوعي الاسلامي فكراً وأدباً وثقافة ، فإنّ الشباب إمّا أن يلجؤوا إلى كتابات غير منسجمة مع هويتهم ، وإمّا أن يعيشوا الفراغ الذي ألمحنا إليه .
إنّ الدراسات الميدانية واستطلاعات الرأي ، والبحوث والدراسات الشبابية ، التي تضطلع بها جهات معيّنة متخصصة لا تكافح الانحراف فحسب ، بل تقدم البدائل الصالحة للتربية مسؤولية مشتركة لا ينهض بها إلاّ مَنْ يحمل رسالة قلمه وأمانة الجيل الذي ينتظر عطاءه .
5 ـ الثقافة الإصلاحية : ثمة أسلوب معاصر في المعالجة على المستوى التثقيفي يُطرح على شكل منشورات ملوّنة ومصوّرة وصغيرة ، تناقش كل نشرة مشكلة انحرافية محددة وبشكل مكثف ، أي إنّها تجيب على أسئلة محددة ، فيمكن لنشرة من هذه النشرات أن تعالج ظاهرة التدخين بين الشباب والفتيات ، وتتساءل : ما هي مضار التدخين ، وكيف تجتنبه ؟
هذه النشرات أشبه شيء بالمنشورات الصحّية التي تعالج مرضاً معيناً وبمستوى ما يصطلح عليه بـ (الثقافة الشعبية أو الجماهيرية) أي الثقافة التي تقدم وجبة سريعة من المعلومات المنقّطة والمضغوطة والنافعة كأوليات في التثقيف بالمرض وبسبل معالجته .
6 ـ مواقع الشبكة المعلوماتية الخاصّة بالشباب : تتولّى هذه المواقع الشبابية مسؤولية جسيمة في رصد الظواهر الانحرافية وطرحها على صفحات مواقعها الشبابية والنسوية ، ذلك أنّ الأنظار اليوم متجهة إلى هذا الاختراع الذي يشدّ الانتباه ويسترق الكثير من الوقت وينافس العديد من وسائل التثقيف التقليدية .
فدور المواقع الشبابية هو جزء لا يتجزأ من رسالتها أن توجد حالة من التثقيف الأوسع بالظاهرة الانحرافية وطرق تفاديها ، سواء باستشارة أخصائيين أو باجراء استطلاعات للرأي ، أو بالردّ على أسئلة الشباب بأبوابها المختلفة ، أو إدارة الحوارات التي يشرف عليها مختصون للخروج بأفضل الصيغ وأنسب الحلول .
7 ـ الخـطباء : وهم أئمة المساجد والجوامع والجماعة والجمعة والذين يعتلون المنابر والمنصّات للوعظ والإرشاد الديني وإحياء المناسبات الاسلامية ، بل حتى الذين يمارسون مهمات التبليغ والدعوة الاسلامية ، حيث إنّهم معنيون برصد الظواهر الانحرافية وهي في المهد ، والتعريف بمخاطرها ، وأن يكونوا قدوة للشباب في الصلاح والاستقامة ، وأن ينتقلوا من مرحلة إلقاء الموعظة والتلقي السلبيّ الذي لا يعطي مجالاً للشبان في الحوار وطرح أسئلتهم ومداخلاتهم بشكل مباشر .
8 ـ مؤسسات الدولة : الدولة هي المسؤول الأكبر عن حماية الشباب من الانحراف بما لديها من قدرات ضخمة لا يمتلكها غيرها ، فهي الأقدر ـ إن قدّرت ذلك وعملت باتجاهه ـ على تنظيف الساحة الاجتماعية والشبابية تحديداً من أوضار ومضارّ الانحراف .
فالوسائل التربوية والمناهج التعليمية والمراكز الشبابية تقع تحت إشرافها . ووسائل الإعلام ـ في الغالب ـ تدار من قبلها وهي التي ترسم خططها وتضع رسالتها ، وهي التي تسنّ القوانين والقرارات التي من شأنها توفير الحماية ضدّ الانحراف .
فالدولة التي تضع قانوناً يحرّم تعاطي المخدرات وتعاقب على تجاوزه ، وتفتح المصحّات التي تعالج المدمنين لإعادة تأهيلهم إلى
الحياة الكريمة ، والتي تستخدم وسائلها التعليمية والإعلامية لتثقيف الشبان والفتيات ضدّ الإدمان تساهم مساهمة فعّالة وأعظم من أيّة دائرة أخرى من دوائر المسؤولية .
9 ـ الشباب أنفسهم : وتبقى مسؤولية الشاب عن نفسه في حماية نفسه من الانحراف من أهمّ المسؤوليات ، فقد لا تنفع الدوائر الأخرى في حمل الشباب على الإقلاع عن ظاهرة انحرافية معيّنة ، لكنّ الفتيان والفتيات ـ بما أوتوا من همّة عالية ـ قادرون على الوقوف بوجهها إذا تنبّهوا إلى مخاطرها الحاضرة والمستقبلة ، ذلك أنّ الشاب وحده من بيده قرار الاستسلام للانحراف والانسياق مع المنحرفين ، وبيده وحده قرار الممانعة والمقاومة ورفض الضغوط أو الإغراءات التي يلوّح بها الانحراف .
من هنا تأتي ضرورة أن يعمد الشاب أو الفتاة إلى تربية أنفسهما منذ وقت مبكر على الإحساس بالمسؤولية وتحمل نتائج الأعمال ومعرفة الصواب من الخطأ ، والرجوع إلى ذوي الخبرة والاختصاص في حال عجزوا عن ذلك .
إنّ دوائر الوعي والتغيير السابقة تعمل كلّها في اتجاه واحد، وهو أن تضع الشباب في دائرة الوعي الثقافي بالظاهرة الانحرافية وكيفية النجاة منها .
لكنّ الشباب أنفسهم باعتبارهم موضوع الانحراف ، يلعبون دوراً شديد الأهمية في قطع دابر الانحراف ، فالانسان طبيب نفسه ، ويمكنك كشاب أن تتفادى الانحراف بالمزيد من الرقابة الذاتية والتحسّب للنتائج والمخاطر المترتبة عليه ، والتواصي فيما بينك وبين الآخرين من الأصدقاء والأخوة على مكافحته ومساعدة الدوائر الأخرى في القيام بدورها على أكمل وجه .
avatar
Mohammad Al Nwihi
ادارة المنتدى
ادارة المنتدى

ذكر
عدد الرسائل : 5349
العمر : 35
البلد : الأردن
الوظيفة : طالب جامعة - بكالوريوس إدارة أعمال - سنة ثالثة
المزاج : حسب الظروف
الأوسمة : كيف نحمي أبناءنا من الانحراف A7lawesam2008_2

بياناتك الشخصية
حدثنا عن نفسك: أشياء تتقن فعلها

https://a7lasbab.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى