أحلى شباب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حكايات مريرة من واقع العدوان على حي الزيتون في غزة

اذهب الى الأسفل

breaking حكايات مريرة من واقع العدوان على حي الزيتون في غزة

مُساهمة من طرف Mohammad Al Nwihi 2009-01-19, 3:25 pm

اجبد - طائرات ودبابات وصواريخ قوات الاحتلال لم تحرم اهالي حي الزيتون بغزة الطعام والشراب بل سلبتهم كل معاني الامن والطمأنينة وحتى النوم الذي اصبح امنية مستحيلة بحاجة لمعجزة ينتظرها جميع الغزيين الذي أصبحوا لا يعرفون طعماً للنوم أو الراحة منذ بدء العدوان على القطاع في السابع والعشرين من كانون الأول الماضى، كما تقول المواطنة حياة رمضان فمع استمرار العدوان الذي جعل السكان رهائن في منازلهم التي تحولت لسجن لعائلتها وقبور للكثير من معارفها الذين دفنوا تحت الانقاض ازدادت قساوة العيش والمعاناة لأهلنا الذي حوصروا طويلاً. والفلسطينية الغزية حياة التي ولدت وعاشت في حي الزيتون اكثر من ربع قرن قبل ان تتنقل للاقامة في الضفة الغربية بعد زواجها هناك تشعر بخوف وقلق لا يتوقف خاصة مع غروب الشمس وحلول الظلام كما تقول لان القصف يتضاعف في الليل ويزداد شراسة وبمجرد دخوله اشعر بالرعب والخوف والقلق والتوتر وكاني مع عائلتي فلا يهدا لي بال بعدما نقلت لي عائلتي ما اصبح اليه الحال في الحي الذي يعتبر من اجمل احياء غزة فشوارعه دمرت بالكامل وعشرات المنازل سويت بالارض ولا يوجد بيت لم يفقد عزيزا بين شهيد وجريح بينما جرفت الاراضي الزراعية

التي تعتبر مصدر الحياة لسكان الحي الذي يبلغ تعداد سكانه (100 ألف) نسمة والموت يطارد الجميع. وتبكي حياة بحسرة والم وهي تتذكر عائلتها وحي الزيتون الذي يقع شرق غزة ويعتبر مدخلها الجنوبي وتقول ما ينقل من صور يعتبر شيء مصغر لواقع الجحيم الذي يعيشه الاهالي هناك فقد علمت من اسرتي ان 80% من عائلات الحي سقط منها الشهداء بعضهم عائلات باكملها وقد بكيت بمرارة واخي محمد يقول لي عبر الهاتف سامحيني يا اختي لان الموت يتربص بنا في كل لحظة فقد استشهد جميع اصدقائي ولم يبقى سوى انا ؟
سجون صغيرة
ورغم محاولات زوجها تهدئة روعها والتخفيف من احزانها والالامها ورفع معنوياتها عبر مواصلة الاتصال مع اسرتها فان حياة تغرق كما يقول في دوامة مرعبة حتى فقدت القدرة على النوم او الراحة فهي تمضي وقتها في الجلوس امام شاشة التلفزيون تتنقل من محطة لاخرى لمتابعة الاخبار وبالاتصال الذي لا يتوقف مع اسرتها التي حوصرت داخل منزلها منذ ايام تحت القصف والحصار بينما تنعدم كل مقومات الحياة فلا طعام او شراب أوحتى حليب للاطفال وتقول حياة لقد قرات وسمعت الكثير عن المجازر والكوارث ولكن ما يتعرض له اهلنا في غزة اكبر واقسى فهم يموتون بشكل بطيء في منازلهم التي تحولت لسجون صغيرة محاصرة بالدبابات والطائرات لذلك اشعر بالموت والاختناق في كل لحظة وثانية لاني اعجز عن القيام باي شيء لنجدة وغوث اهلي وتضيف ففي كل مرة اتصل فيها باهلي اشعر بانهم يودعوني رغم صمودهم وصبرهم على المحنة الكبيرة والنكبة الجديدة التي تجهزها اسرائيل لكل شعبنا . فعائلة حياة التي تنحدر من حي الزيتون محاصرة في منزلها كما تقول منذ بداية الحرب على غزة لم يغمض جفن لاي فرد فيها وقد هجروا المنزل المكون من ثلاثة طوابق ويعيشون جميعا في الطابق السفلي في صالون المنزل الذي اصابته شظايا القذائف والصواريخ التي تطلق من الدبابات أو الطائرات فحطمت النوافذ واصبحوا عرضة للخطر الداهم جراء القصف المتواصل والبرد القارص بعد تحطيم كافة نوافذ المنزل ويواجهون هذا الواقع المرير بالتكاثف والتلاحم لتوفير اجواء من الامن للصغار الذين لا يتوقفون عن البكاء تارة بسبب القصف واخرى لعدم توفر الطعام فهم يتناولون وجبة واحدة في اليوم لان القصف يمنعهم كباقي العائلات من شراء الطعام وحتى الخبز وحليب وفوط الاطفال .
عذاب مضاعف
ورغم تواصل حياة وعائلتها مع اسرتها حيث تتصل يوميا اكثر من عشرين مرة بهم وتزداد إذا اشتد العدوان على الحي الذي يقطنون فيه فانها تقول لا توجد كلمات تصف حالتنا فنحن نعيش عذاب مضاعف فهم في الحرب وجها لوجه ولكني اموت خوفا وانا اترقب نتائج هذه الحرب الظالمة حتى مرت لحظات كثيرة كنت اتمنى ان اكون معهم وعندما اسمع خبر عن غارة جديدة نقفز على جهاز الهاتف ونحن نبكي حتى استمع لصوت احد افراد اسرتي ولكن كل ذلك لا يخفف عني لان القصف يوقع الضحايا في صفوف ابناء شعبي وكلهم اهلي فلا املك سوى البكاء والدعاء لهم بالرأفة من الله بهم وتضيف كيف لا ابكي وانا استمع لاختي زينب تقول لي نحن لا نخاف من القصف والغارات التي تهز المكان ولكن ما يرعبنا الاخبار عن قتل العائلات وقصف القنابل الفسفوية وفي كل غارة نتوقع اننا الهدف القادم .
رفضوا المغادرة
ومع اشتداد الهجمة الاسرائيلية على حي الزيتون كان وضع حياة وعائلتها يزداد سوءا خاصة كما تقول عندما ابلغتني عائلتي ان القصف مساء الخميس بلغ ذروته وان كافة العائلات بدات بمغادرة منازلها وتضيف سارعت لمحادثة والديّ وشقيقي الأكبر ولكن لم تلقى عبارات التوسل والرجاء التي رددتها على مسامعهم نفعا في اقناعه بمغادرة المنزل مع تواصل التهديد بالقصف والدمار بل خاطبني قائلا الحمد لله نحن بخير و لن نترك بيتنا وسنواجه قدرنا لان المصير والقدر واحد اينما ذهبنا لان القصف في كل مكان ولا مكان آمن في غزة.
صور مؤلمة
مع فشل جهودها في اقناع عائلتها بمغادرة المنزل لم يغمض جفن للإبنه المغتربة عن عائلتها منذ ما يزيد عن عشرة أعوام في تلك الليلة كما يقول زوجها وجلست طوال الليل تحمل الهاتف دون ان تتوقف عن الاتصال تارة والصلاة والدعاء تارة اخرى بينما ارتسمت في مخيلتها مئات الصور المؤلمة والقاسية التي رواها لها شقيقها عن عشرات العائلات التي قصفت بصواريخ داخل منازلها كعائلة الداية التي استشهد 28 فرداً منها بعدما قصف منزلها المكون من 4 طوابق واستشهد كل من بداخله وعائلة ارحيم التي تسكن في منزل صغير من الزينكو فقد نجت من قصف الطائرات ولدى هروبها والبحث عن ملجأ امن طاردتها الطائرات والقت ب7 صواريخ عليها فسقط جميع افراد العائلة الثمانية بين قتيل وجريح.
صور وذكريات
وخلال متابعتها للاحداث والماسي فان حياة تمضي فترات طويلة في تذكر اسرتها عبر ما توفر لديها من صور تحتفظ بها منذ سنوات كما تحتفظ بالكثير من القصص التي اصبحت الذكريات جراء عجزها عن زيارتهم منذ عشر سنوات ورغم ذلك فان كل فرد باسرتي يعيش في اعماقي وقلبي وذاكرتي فهي تحمل هم اسرتها التي انعكس الحصار على ظروفها المعيشية كالاف العائلات الغزية التي فتك بها الحصار الظالم فتقول قلب الحصار حياة الجميع فكان ابي تاجر قماش ولكن تجارته توقفت بسبب الاغلاق واشقائي لا يختلف وضعهم كثيرا فلا يوجد مصدر رزق حاليا لهم وحتى اخي عدلي عجز عن الالتحاق بالجامعة بسبب الظروف خاصة ان عائلتي كبيرة ولدي 3 شقيقات ايضا في المدارس اضف الى ذلك ان اخي محمد يدرس في الجامعة ولكن ما يحزنني اليوم ان الوضع اصبح اكثر سؤا بعد العدوان الذي حول حياتنا لجحيم وكأن الحصار لم يكن كافيا بالنسبة للاحتلال .
تضامن
ومنذ بدء العدوان تحول منزل حياة لمحطة لزيارات الاصدقاء والاتصالات والاطمئنان على عائلتها في غزة وتقول الكثير من الاهل والاصدقاء غمروني بحبهم وتضامنهم كون اسرتي في غزة والاتصالات لا تتوقف للاستفتسار عن اخبار الاهل واوضاعم مع اشتداد العدوان ورغم ذلك فاني اعيش دوامة حزن والم لا تنتهي لان حياة الغربة اساسا صعبة والبعد على الاقارب له تاثير ماساوي فكيف هو الوضع في ظل هذه الحرب الشرسة والمجازر والصور التي اسمعها يوميا من اسرتي من مجازر الاحتلال التي لا تتوقف في غزة ؟
مشاهدات خيالية
ولم يتردد شقيق حياة في وصف الوضع بحي الزيتون بانه من الخيال وقال كل حدث نشاهده نتخيله فيلم غير واقعي نتفرج عليه في التلفاز او كاننا نسمع قصة او نعيش واقع خيالي وخارج عن المالوف فقد شاهدنا امراة مصابة بقيت تنزف ليومين في الشارع حتى استشهدت دون ان يتمكن احد من الوصول اليها او نجدتها، كما أعدم شاب مختل عقليا بدم بارد لدى مروره على مقربة من الدبابات رغم ان هيأته تعكس حالته، كما أن رجلا كان يجري بسرعة حاملا طفلته الجريحة التي تقطر دماً بحثا عن ملاذ امن فاطلقوا النار عليه مما أدى الى استشهاده مع طفلته دون سبب.
واضاف قوات الاحتلال تستخدم كل السبل لتشريدنا وقتلنا فقد اقتحموا بعض المنازل واحتجزوا افرادها ثم ارغموها على مغادرتها وفرقوهم وقرروا مصيرهم حيث طلبوا منهم التوجه الى اماكن حددوها بأنفسهم ملقين بهم الى مصيرهم المحتوم وهو الموت ولا ندري ماذا حل بهم فبعضهم ارسلوه لمنطقة البحر واخرين لموقع الدبابات ولم نسمع عنهم شيئا اما الصور الاكثر قساوة سجلتها عائلة عرفات التي بقيت محاصرة في منزلها 10 ايام تحت القصف وبينهم ابنتهم الشهيدة (23) عاما والوالدين والاخ الاكبر مصابين وطواقم الاسعاف عاجزة عن الوصول اليهم وهم يعيشون بلا طعام او شراب. وهناك سيدة اصيبت بسكتة قلبية توفيت على إثرها بعدما استشهد اطفالها الثلاثة امام ناظريها.وناهيك عن ذلك كله المذبحة التي تناقلتها كافة وسائل الاعلام العالمية حول عائلة السموني التي جمعتها قوات الاحتلال في منزل واحد ضم ما يزيد عن (80) شخصاً لمدة يومين بدون طعام ثم قامت بقصفهم بالصواريخ مما أدى الى مقتل العشرات منهم ومنعت طواقم الاسعاف أو الصليب الأحمر من الوصول اليهم، حتى اكتشفت معالم الجريمة البشعة بعد العثور على الاطفال أحياء بين جثت أمهاتهم وأشقائهم لمدة أربعة أيام دون طعام ووسط الخوف والرعب.وأحداث كثيرة جدا حول حول ترك العشرات بين شهيد وجريح في منازليهم أو ملقون في الشوارع دون أن يتمكن أحد من الوصول إليهم خشية استهدافهم من قبل الطائرات والدبابات التي تستهدف كل شىء في طريقها.
وتحدث حول عشرات العائلات التي هجرت من منازلها وتنقلت من مكان إلى آخر وأصبحت تغادر ليلا وتعود نهارا لتتفقد منازلها، إلى جانب صورة أخرى للمعاناة والتحدى بتجمع العديد من العائلات في غرفة أو مساحة صغبرة في احد المنازل يعتقد بأنها آمنة في مكان كبير أصبح جميعه مستهدف بقنابل الموت والدمار ولكن في كل الاحوال نقول للعالم ان الناس في غزة يموتون بكل لحظة ببطء شديد مع استمرار العدوان والاشد صعوبة ان عائلتي التي تتابع
avatar
Mohammad Al Nwihi
ادارة المنتدى
ادارة المنتدى

ذكر
عدد الرسائل : 5349
العمر : 35
البلد : الأردن
الوظيفة : طالب جامعة - بكالوريوس إدارة أعمال - سنة ثالثة
المزاج : حسب الظروف
الأوسمة : حكايات مريرة من واقع العدوان على حي الزيتون في غزة A7lawesam2008_2

بياناتك الشخصية
حدثنا عن نفسك: أشياء تتقن فعلها

https://a7lasbab.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى