الملك: مسيرتنا الوطنية في تقدم مستمر ومستقبل الأردن بألف خير

تيسير النعيمات

الرمثا - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني على أن "مسيرتنا الوطنية في تقدم مستمر، وان مستقبل الأردن بألف خير وليس كما يدعي المشككونّ".

وقال بعد افتتاحه امس حزمة مشاريع صحية وتعليمية وتنموية في لواء الرمثا وسط ترحيب واستقبال شعبي حاشد "فنحن بألف خير وسأبقى على اتصال معكم".

وأشار جلالته في معرض حديثه عن متابعته لزيارته السابقة العام الماضي "لقد قمت بزيارة الى المستشفى (الرمثا الحكومي) والمدرسة (زيد بن الخطاب)، واعتقد انه لا يزال هناك عمل، حيث يوجد مشاكل وسنعالجها، ومن ابرزها سوق الخضار المركزي".

وأمر جلالة الملك خلال زيارته لواء الرمثا في السابع من آب (اغسطس) الماضي، بتوسعة مستشفى الرمثا الحكومي وتجهيزه بالمعدات الطبية اللازمة خلال ستة أشهر، بما يتناسب مع احتياجات المواطنين في اللواء، واقامة بناء جديد لمدرسة زيد بن الخطاب الاساسية للبنين.

وحول مطالبة اهالي اللواء شمول لوائهم بالمخطط التنظيمي، قال جلالته إن "الخطة الشاملة لتطوير كل مناطق الاردن، تدرس بالتعاون مع رئيس الوزراء المهندس نادر الذهبي، وسنزوركم كل ستة اشهر ونجلس سويا".

وشدد جلالته على ان "تنفيذ المشاريع مستمر في عامي 2008/2009، وان المشاريع في الرمثا بالذات تسير بأقصى سرعة".

وأعرب جلالته عن اعتزازه بأبناء وطنه وشعبه. وقال "لي الشرف ان اكون بين ربعي واخواني".

وأكد جلالة الملك على ضرورة التعامل مع مبادرة "سكن كريم لعيش كريم" بشفافية كاملة بعيدا عن الواسطة، وستشهد الرمثا تنفيذ المرحلة الاولى من مبادرة الإسكان الى جانب العديد من محافظات والوية المملكة في غضون الأشهر المقبلة".

وقال "أنا سعيد أن أكون بين الأهل والعشيرة في الرمثا وفخور بالانجازات التي تحققت في المرحلة الماضيةّّ"، مؤكدا أن ما تم انجازه في اللواء ما هو إلا باكورة لمشاريع أخرى سيتم انجازها خاصة في مجال التعليم والبنية التحتية وفي اقرب وقت ممكن.

وأضاف جلالته خلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور باسم عوض الله ورئيس لجنة تنفيذ المبادرات الملكية المستشار في الديوان الملكي يوسف العيسوي وعدد من المسؤولين "سنعمل على حل مشاكل المدارس والقضايا الاخرى التي طرحها المواطنون خلال هذا العام".

من جانبه أوضح الذهبي أن "هناك كلاما حول عدم جدية التعامل مع مبادرة سكن كريم لعيش كريم"، مؤكدا على عدم صحة ذلك بالقول إنه "سيتم بناء800 وحدة سكنية في لواء الرمثا ضمن المبادرة في غضون 7 إلى 9 أشهر".

واستهل جلالة الملك زيارته للواء بتدشين مستشفى الرمثا الحكومي الذي أمر جلالته ببنائه قبل نحو 7 أشهر بدلا من المستشفى القديم الذي يسبب معاناة كبيرة للمواطنين طيلة الفترة الماضية.

وافتتح جلالة الملك مدرسة زيد بن الخطاب الأساسية للبنين التي بنيت بمبادرة ملكية سامية بكلفة 648 ألف دينار وتتكون من جناحين بثلاثة طوابق لكل منها.

وأزاح جلالة الملك الستارة عن اللوحة التذكارية لمقر ناديي الرمثا واتحاد الرمثا الرياضيين اللذين أمر جلالته بتنفيذهما خدمة للقطاع الشبابي في اللواء.

وعلى مائدة الغداء التي اقامها جلالته تكريما لاهالي ووجهاء واعيان ابناء لواء الرمثا، طلب مواطن من جلالته ترميم احد المساجد وتقديم ما يحتاج من الاصلاح، فرد عليه جلالته "انا منذ لحظة وصولي امرت بتقديم ما يحتاج المسجد من اصلاحات وترميم وخدمة، وتوكل على الله".

وحول طلب أهالي اللواء أثناء زيارة جلالته العام الماضي قبل عدة اشهر، بفتح محكمة بداية في الرمثا، قال الذهبي إن "الدراسات اكدت على ان عدد القضايا التي تنظرها محكمة البداية لابناء لواء الرمثا قليلة، ولا تحتاج الى اقامة محكمة بداية، الا ان الحكومة ستوفر سيارة خاصة لنقل ملفات وقضايا المواطنين الى محكمة بداية اربد لتنفيذ مطالبكم".

وكان محافظ اربد علي الفايز قال في بداية اللقاء الذي ضم ممثلين عن الفاعليات النيابية والشعبية والنسائية والشبابية من ابناء الرمثا "سيدي صادق الوعد، وفي العهد شرفتم هذا المكان يا مولاي قبل نهاية العام الماضي، لترى عن قرب وباهتمام احتياجات شعبك في لواء الرمثا الاغر، وما ان وطئت قدماك ارض اللواء حتى اخضرت وربت وانبتت بفضل عنايتكم الهاشمية".

واستطرد الفايز قائلا "فالشوارع جرى تعبيدها وصيانتها، واما المدرسة التي امرتم، فتم بناؤها، وها هم ابناؤك الطلبة ينتظرون بدء العام الدراسي الجديد، ليقفوا في طابور الصباح، يرددوا يا صاحب التاج روحي تفتدي التاجا، ما زلت رغم ظلام الليل وهاجا".

وتفقد جلالته مدرسة زيد بن الخطاب الاساسية للبنين التي بنيت بمبادرة ملكية سامية، وتتكون من جناحين يتألف كل منها، من ثلاثة طوابق، ويشتمل الجناح الشمالي مختبري علوم وحاسوب ومكتبة ومرسما ومستودعا وثماني غرف صفية.

فيما يشتمل الجناح الجنوبي سبع غرف، للادارة والكاتب والمعلمين والمرشد ومساعد المدير، منها غرفتان للمناوب، فضلا عن عشر غرف صفية، ويبلغ عدد طلاب المدرسة هذا العام 310 طلاب، وسيرتفع عددهم في العام الدراسي المقبل الى 600 طالب، موزعين على 18 شعبة صفية.

كما تفقد جلالته المبنى الجديد لمستشفى الرمثا الحكومي، وقدم مديره الدكتور جمال الشرمان عرضا لوضع المستشفى السابق، مشيرا الى ان قسم النسائية والتوليد كان يضم 14 سريرا، وقسم الاطفال 10 اسرة وقسم الخداج 4 حاضنات و4 وحدات غسيل كلى.

وكان قسم الطوارئ ومساحة 100م2 يضم 16 سريرا، فيما كانت مساحة المستشفى الكلية لا تتجاوز 1500م2، لتصبح اليوم مساحة البناء الحالي 12500م2 مشتملا خمسة طوابق، يحتوي طابق التسوية قسم الكلى ويضم 7 وحدات غسيل كلى ومختبر اشعة، يحتوي احدث اجهزة التصوير، منها أجهزة تصوير طبقي واخرى ملونة.

وعرض خلال لقاء جلالته مع الفاعليات الرسمية والشعبية في مبنى نادي اتحاد الرمثا الرياضي، فيلم حول دراسة عن اللواء، اعدها فريق لواء الرمثا في هيئة شباب كلنا الاردن والذي يضم 270 شابا وفتاة، عملوا في المرحلة الماضية على تنفيذ عدد كبير من النشاطات والبرامج، شارك فيها أكثر من 5 آلاف شاب وشابة.

ومن أبرز النشاطات التي قام بها الفريق إجراء دراسة ميدانية تحليلية لواقع واحتياجات لواء الرمثا، بإجراء مسوحات ميدانية وإعداد وتوزيع ما يقارب 400 استمارة على الاهالي، إضافة إلى إجراء المقابلات والزيارات لمختلف مواقع اللواء وتوثيقها وتحليلها.

وأغلب أراضي اللواء سهلية، لا أثر للتحركات الباطنية فيها كالزلازل والبراكين، وتتخللها أودية ضحلة وجافة، ولا يتجاوز ارتفاعها عند وادي الشلالة قرب مدينة الشجرة 420م عن سطح البحر، وتبدأ بالارتفاع التدريجي كلما اتجهنا شرقاً، إذ تنتهي بسلسلة تلال متوسطة الارتفاع يبلغ ارتفاعها 600م عن سطح البحر.

وتبلغ مساحة اللواء 276 كم2 يسكنه حوالي 117.718 نسمة، ويتبع لمحافظة اربد المكونة من تسعة ألوية، إضافة إلى مركز المحافظة.

ويتألف اللواء من منطقتين إداريتين هما: بلدية الرمثا الجديدة، وعدد سكانها 79891 نسمة، وتضم كلا من: الرمثا والبويضة وبلدية سهل حوران وعدد سكانها 37827 نسمة، وتضم كلا من: الطرة والشجرة وعمراوة وذنيبة.

ويبلغ معدل عدد أفراد الأسرة لكل تجمع سكاني 5.4 فرد، وهو مساو لمعدل عدد أفراد الأسرة على مستوى المملكة والبالغ 5.4 أفراد، ويبلغ معدل النمو السكاني 3% مقارنة مع 2.3% على مستوى المملكة.

وتصل نسبة البطالة في اللواء 13%، تنخفض عن النسبة العامة للمملكة 14.8%، وفق دراسة فريق هيئة شباب كلنا الاردن.

ويبلغ معدل الفقر في لواء الرمثا 14.8% مقارنة بـ 10.8% على مستوى محافظة اربد و14.2% على مستوى المملكة.

وخرجت دراسة الفريق بالعديد من الاحتياجات والأولويات، التي انقسمت إلى مجموعتين: الاولى حول الاحتياجات التي تم تلبيتها من قبل الديوان الملكي الهاشمي في أعقاب الزيارة الملكية السامية بتاريخ 7/8/2007 ومن أهمها: بناء مستشفى الرمثا الحكومي وتجهيزه وبناء مدرسة زيد بن الخطاب الأساسية للبنين، وصيانة عامة لجميع مدارس اللواء، وإضافات مدرسية وتحديث أجهزة الحاسوب، وإنشاء مقرين لنادي الرمثا ونادي اتحاد الرمثا.

كما تم تقديم وسائط نقل للأندية الرياضية في الشمال (الرمثا واتحاد الرمثا والطرة والشجرة والحسين والصريح والعربي)، إضافة إلى متابعة العديد من المطالب الأخرى، مثل زيادة الكوادر التعليمية في المدارس، وتمويل صناديق إئتمان دوارة للجمعيات الخيرية، كذلك صيانة وتأهيل سد البويضة، وتقديم مخصصات الطرق الزراعية للواء الرمثا.

إضافة الى تلبية مجموعة احتياجات أخرى، يأمل الشباب من الحكومة تنفيذها حسب الإمكانيات، وإعداد مخطط شمولي للواء الرمثا ومن أهمها في قطاع التعليم: إنشاء مدارس جديدة في كل من الحي الغربي، وحي المثلث، وحي المدينة الصناعية، والشجرة، وصيانة العديد من المباني المدرسية للواء، وتزويد مدارس بالمواد والوسائل التعليمية المختبرات، وتوفير شبكة انترنت في عدد من المدارس.

وفي قطاع الصحة، جرى إنشاء مبنى مديرية صحة لواء الرمثا، واستحداث مراكز صحية أولية في كل من دبة نمر، ومثلث الرمثا، وتوفير الأدوية والكوادر الطبية المتخصصة.

اما في قطاع الزراعة: فتم توفير التمويل لمشروع تطوير حوض نهر اليرموك، وإيجاد مخطط استعمالات الأراضي لوقف الزحف العمراني على حساب الأراضي الزراعية.

وفي قطاع الثقافة والشباب: انشئت مراكز شبابية في بعض مناطق اللواء.

وفي قطاع السياحة: تم دفع عجلة الترويج السياحي للمواقع السياحية والأثرية، وتحسين البنية التحتية لهذا المواقع، وتوفير الحوافز للمشاريع التنموية السياحية التي تساهم في توفير فرص عمل.

وتأمل الدراسة في قطاع البنية التحتية بتحسين شبكة المياه بسبب الانقطاع المستمر، وتوسعة شبكة الصرف الصحي، وتحسين التيار الكهربائي لتكرار انقطاعه، وتوفير مجمع باصات منظم داخل اللواء، وتحسين شبكة الطرق الداخلية والاهتمام بالطرق الزراعية.

وفي قطاع التنمية الاجتماعية جرى توفير مركز لتقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة (1200 حالة).

أما في الإسكان فقد سرِّ بتنفيذ المشروع الإسكاني ضمن مبادرة "سكن كريم لعيش كريم" الملكية.