إسرائيل تغلق معابر رفح وتقنص غزيا وتشتكي لمجلس الأمن حول التهدئة

غزة-أمر وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك أمس بإغلاق جميع معابر البضائع والوقود المؤدية الى قطاع غزة غداة سقوط صواريخ فلسطينية على جنوبها انطلاقا من القطاع في اول كسر فعلي لاتفاق التهدئة المعمول به منذ سبعة ايام، كما أفادت الأنباء أن الاحتلال الإسرائيلي قام بقنص مزارع فلسطيني على تخوم القطاع.

وقدمت إسرائيل أمس شكوى لمجلس الأمن الدولي على خلفية سقوط الصواريخ محلية الصنع على جنوبها أول من أمس.

وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها أطلقت أول من أمس ثلاثة صواريخ على بلدة سديروت الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة ، وذلك في حادث هو الأول من نوعه منذ بدء سريان التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية صباح الخميس الماضي.

وبررت السرايا القصف بأنه يشكل "ردا" على اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي لأحد أبرز قيادييها في الضفة الغربية صباح أول من أمس في مدينة نابلس شمال الضفة.

غير أن إسرائيل اعتبرت القصف انتهاكا للتهدئة ، فيما دعت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة كافة الفصائل لاحترام اتفاق التهدئة الذي توسطت مصر للتوصل إليه بين إسرائيل والحركة.

وكانت إسرائيل اعادت جزئيا الاحد الماضي فتح معابر كارني وصوفا ونحال عوز والتي تستخدم لنقل البضائع والوقود الى قطاع غزة، في اطار تخفيف الحصار الاسرائيلي الذي تقرر اثر التهدئة.

وقال بيتر ليرنر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "سنبقي حتى اشعار اخر على معابر كارني وصوفا ونحال عوز مغلقة بعد اطلاق صواريخ الثلاثاء الماضي والذي شكل انتهاكا للتهدئة".

واضاف "لن يدخل اي شيء اليوم الى غزة" موضحا ان تخفيف الحصار الذي بدأ الأحد الماضي مع زيادة طفيفة في البضائع التي تنقل الى غزة، معلق حاليا.

وأوضح الناطق ان معبر ايريز المخصص لعبور الافراد سيبقى في المقابل مفتوحا امام المرضى والدبلوماسيين والصحافيين.

ونددت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والتي توصلت الى اتفاق التهدئة مع اسرائيل بوساطة مصرية بالقرار الإسرائيلي.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية حماس ان القرار الإسرائيلي "يمثل انتهاكا لاتفاق التهدئة ويعكس سوء النوايا الإسرائيلية".

وطالب "مصر وكافة الاطراف المعنية بان تضغط على المحتل الصهيوني كي يوقف هذه الجرائم التي تستفز مشاعر كل انسان فلسطيني غيور على مصالح شعبنا".

واغلقت إسرائيل معابرها مع غزة بشكل تام منذ سيطرت حماس على القطاع منتصف حزيران (يونيو) 2007 اثر اطاحتها بالاجهزة الامنية والموالية للرئيس محمود عباس.

ومن ناحية اخرى اتهمت حماس الجيش الإسرائيلي بفتح النار وجرح عدد من المزارعين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة. ولكن الجيش الإسرائيلي نفى وجود اي معلومات لديه بهذا الصدد.

وقال برهوم "نحن في حماس نؤكد على التزامنا بالتهدئة والعمل على نجاحها واستمرارها وسنتواصل مع الفصائل الفلسطينية جميعها حتى نضمن نجاح هذه التهدئة واستمرارها".

بالمقابل اعتبر مارك ريغيف الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ان اطلاق الصواريخ يشكل "انتهاكا خطرا جدا لعدة نقاط اساسية في الترتيبات التي ابرمت بوساطة مصرية".

واضاف ان "هذه الترتيبات تشمل قطاع غزة فقط وليس الضفة الغربية وهي تعني كل المجموعات الفلسطينية المسلحة".

واوضح "نحمل حماس، التي ولسوء حظ الشعب الفلسطيني استولت على السلطة في قطاع غزة، المسؤولية كاملة عن كل ما يجري في القطاع".

حكومة حماس تدعو مصر للتدخل

ومن جهتها دعت الحكومة الفلسطينية المقالة أمس مصر إلى التدخل "العاجل" لوقف تنفيذ القرار الإسرائيلي بإغلاق معابر قطاع غزة، مشددة على رفضها البقاء "رهينة للصلف الإسرائيلي".

وندد الناطق باسم الحكومة طاهر النونو في بيان صحافي بإغلاق إسرائيل للمعابر ووقفها تزويد القطاع باحتياجاته الأساسية وكذلك إطلاق النار على عدد من المزارعين شرق مدينة خانيونس أثناء قيامهم بأعمالهم الاعتيادية في أرضهم في وقت سابق اليوم مما أدى إلى إصابة أحدهم بجراح.

وقال النونو "إن إغلاق المعابر وإطلاق النار من الجيش الإسرائيلي على مزارع فلسطيني انتهاكات صريحة لتفاهمات التهدئة".

وكانت حركة حماس اعتبرت أن القرار الإسرائيلي إغلاق معابر قطاع غزة اليوم يمثل "انتهاكا إسرائيليا لاتفاق التهدئة، ويعكس سوء النوايا الإسرائيلية".

ودعا المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان صحافي جميع الأطراف "المعنية" للضغط على إسرائيل من أجل الالتزام بالاتفاق "ضمانا لاستمراره".

وأشار أبو زهري إلى حادثة إطلاق الجيش الإسرائيلي النيران صباح أمس على المزارعين شرق خان يونس "مما يستدعي أن تقف جميع الأطراف المعنية عند مسؤولياتها تجاه هذه التجاوزات".

غرفة عمليات للرد على إسرائيل

وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس من أنها "ستراجع" موقفها من التهدئة بعد "التصعيد" الإسرائيلي في الضفة الغربية ، وقالت انها لن "تسكت على هذا التصعيد".

وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية جميل مزهر في تصريحات وزعت على الصحافيين أمس "ارتكبت قوات الاحتلال جريمة فى نابلس ، وبهذه الجريمة إسرائيل تواصل عدوانها بحق الشعب الفلسطيني، ونحن حذرنا وقلنا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يحترم الاتفاقيات وسيستغل هذه التهدئة لإطلاق يده بالضفة الغربية ومواصلة ممارساته العدوانية ضد شعبنا".

وأضاف أن "الاحتلال الإسرائيلي ووفق تجارب سابقة لم يلتزم بالتعهدات واللقاءات التي يعقدها مع الفلسطينيين، ودائما كان سباقا لخرق التهدئة"، لافتا إلى أنه "مضى الآن خمسة أيام على اتفاق التهدئة ولم يتغير أي شيء ولم تلتزم إسرائيل بالاتفاقيات ولا تعهداتها ولم تزيد كميات الوقود والمواد الأساسية والسلع التي تدخل إلى قطاع غزة".

وعما اذا كانت العملية الإسرائيلية في نابلس ستجعل الفصائل الفلسطينية في حل من التهدئة ، قال مزهر "من السابق لأوانه الحديث أننا في حل مما تم الاتفاق عليه، نحن في الجبهة الشعبية رغم موقفنا الواضح والعلني من رفض التهدئة في ظل وجود الاحتلال، قلنا أننا لن نبادر إلى خرق التهدئة".

ودعا قيادي الجبهة الشعبية إلى "ضرورة إعطاء الحوار الوطني الشامل وإنهاء حالة الانقسام الحاصل الأولوية بديلا عن خيار التهدئة" شريطة تهيئة الأجواء لهذا الحوار من خلال "وقف الحملات الإعلامية، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية".

ودعت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية أمس الفصائل الفلسطينية إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة للرد على أي "خرق" إسرائيلي للتهدئة.

وقال أبو عبير القيادي في الألوية "إن التهدئة خيار وطني أجمعت عليه الفصائل وأن أي خرق إسرائيلي أو مجزرة علي أي أرض فلسطينية لا بد أن يقابل برد تجمع عليه كافة الفصائل".

وأضاف بالقول " معركتنا مع الاحتلال لم تنته بعد، وحتى لا يحاول الاحتلال التفرد بتنظيم دون غيره ولأننا نعتبر أن قضيتنا واحدة لا يمكن تجزئتها ، لن نسمح للاحتلال بذلك".

وشدد أبو عبير على "أن دماء أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة هي دماء واحدة لن تفرقها تهدئة ولا عصا جلاد ، وأن الدماء التي سالت في الضفة لن تذهب هدراً وسيكون الرد عليها في الوقت المناسب".

فتح: إسرائيل غير معنية بالتهدئة

ودعت كتائب الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح أمس جميع الفصائل الفلسطينية إلى تحمل مسئولياتها فى حماية الشعب الفلسطيني من "الهجمة الإسرائيلية المتواصلة" مؤكدة أن اسرائيل غير "معنية" بالتهدئة.

وقالت الكتائب في بيان صحافي إن "الجريمة" الاسرائيلية في نابلس التي ارتكبت أول من أمس لن تمر "دون عقاب وسيدفع المحتل ثمن جرائمه".

ورأت أن "هذه المجزرة البشعة تؤكد أن حكومة الاحتلال لا تفهم الا لغة الدم والنار وأنها غير معنية بالتهدئة لا من قريب ولا من بعيد".

وطالبت كتائب الأقصى المجتمع الدولي بـ "التدخل العاجل" ووضع حد "للجرائم والانتهاكات الإسرائيلية التي تجاوزت كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية".

الخضري: إغلاق المعابر عقاب جماعي

واعتبر رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني جمال الخضري أمس الأربعاء إغلاق إسرائيل لمعابر قطاع غزة "عقابا جماعيا وخرقا فاضحا لاتفاق التهدئة واستحقاقاتها وخطوة للخلف".

وقال الخضري في بيان صحفي أمس "إن الأيام الأولى للتهدئة كانت تحمل في طياتها الأمل باستمرار التهدئة وإنهاء الحصار وفتح المعابر وإدخال كافة المستلزمات الضرورية لتسيير الحياة بشكل اعتيادي كما كانت قبل عام"

وأضاف الخضري "أن إغلاق المعابر يضع علامات استفهام كبيرة عن طبيعة الأيام المقبلة".

واستنكر الخضري "الجريمة" التي نفذها "الاحتلال" الإسرائيلي في مدينة نابلس بإعدام شابين رمياً بالرصاص، مناشداً الفصائل الفلسطينية بضرورة التوافق الوطني قبل اتخاذ أي ردود على أي "خروقات" إسرائيلية لتمتين الجبهة الداخلية وتقويتها باتخاذ قرار جماعي حول الرؤية الموحدة التي تخدم المصلحة الوطنية العليا.

وفي ذات السياق، دعا الخضري الفصائل إلى "التروي وضبط النفس في سبيل إنجاح التهدئة لوقف العدوان وكسر الحصار عن مليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع".