الإعتقاد بوجود الحسد بين المقبول وغير المقبول

يسري اعتقاد خاطئ شائع بين مختلف فئات المجتمع العربي والإسلامي بأن الشخص الحاسد يمتلك قدرة سحرية خارقة تمكنه من أن يؤذي الشخص الذي يحسده ويستندون في أقوالهم هذه إلى الآية القرآنية "ومن شر حاسد إذا حسد" ظناً منهم أن الشر هو ما يقع على المحسود، وتأتي هذه المقالة لنفي هذه الحجة.

أولا: لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة يتكلم عن قدرة خارقة للحاسد يستطيع من خلالها أذية المحسود، والآية التي يستشهدبها الناس المقصود بها الأذى المادي الذي يقع على المحسود، لأن الحاسد يغار ويكيد للمحسود ومن الممكن أن يتسبب له بالأذى جراء غيرته وكيده منه، وليس المقصود بها وجود قدرة خفية خارقة لدى الحاسد.

ثانيا: حرم الحسد في الاسلام ليس لقدرته الخارقة كالسحر مثلا وإنما لمنع الكراهية والبغض بين فئات المجتمع، ولكن الناس في زمننا هذا، وبسبب الجهل بالدين وعدم تحكيم العقل والمنطق في الأمور التي ينبغي عليهم فيها فعل ذلك أصبحوا يخشون الحسد أكثر من اسرائيل !!!

ثالثا: أمرنا افسلام باستخدام العقل إلا في أمور معينة لا نسنطيع فيها استخدام العقل والمنطق، لأن هذه الأمور تتخطى فهمنا لها ومنها على سبيل المثال (الايمان بوجود الله دون رؤيته، الايمان بوجود الملائكة والشياطين، عدم قدرتنا على معرفة أمور الغيب، عدم قدرتنا على تخيل نعيم الجنة وجحيم النار، ... الخ) وإني لأجزم أن أكثر من 95% من الأمور في عالمنا نستطيع تحكيم العقل والمنطق فيها، فلماذا نترك الـ95% ونشغل بالنا في الـ5% التي لا نستطيع حتى تخيلها !!!

وفي النهاية أرجو أن أكون قد أفدت بهذه المادة الموجزة وأزلت الكثير من المعتقدات والأفكار الخاطئة التي يستغل بعض الأشخاص من مشعوذين وغيرهم جهل الناس بها ليستولوا على ما في جيوبكم من أموال

لا للحسد نعم للعلم والتفكير العلمي المنطقي