موقع الـ"فيث بوك" يوحد الأديان بالـ "فيس بوك"

محمد حامد – إيلاف: في مؤشر جديد على سيطرة وتغلغل الإنترنت وتكنولوجيا الإتصال بشكل عام في الكثير من تفاصيل حياتنا حتى الاجتماعي والعقائدي منها، أعلنت بعض القيادات الدينية "اليهودية والإسلامية" في العالم عن رغبتها في الاستفادة من شعبية موقع "الفيس بوك" والذي يعد أحد أكثر الشبكات الاجتماعية الاتصالية شعبية في العالم، إن لم يكن بالفعل أشهرها وأكثرها استخدامًا وخاصة في الأوساط الشبابية، وتأتي هذه المبادرة من أجل الاستفادة من شعبية "الفيس بوك" وانتشاره في محاربة كافة أشكال التطرف والتشجيع على الفهم المتعدد للأديان واحترام معتقدات وثقافة الآخر.

وقد تم بالفعل إطلاق موقع Faith book أو الفيس بوك بمعناه الديني منذ عدة أيام بوساطة جماعة من اليهود البريطانيين يساندهم معهد إسلامي. ويهدف هذا الموقع إلى أن يكون مكانًا للنقاش والتحاور الإيجابي حول القضايا الدينية ويسمح للأعضاء بتحميل الصور والبدء في المناقشات وإضافة الملاحظات. ويتم عرض صور من النصوص الدينية المقدسة من الأديان الرئيسة وصلوات من أجل تحقيق التفاهم والتقارب العالمي الديني. ويتم اجراء مناقشات عن مكانة الدين في المجتمع الحديث ومواجهة التطرف من خلال مواقع الإنترنت، ولكن حتى الآن فإن جميع المواد المرسلة إلى الموقع هي من معلقين سبق إعدادهم من أجل المشاركة بوساطة المنظمين للموقع.

وقد قالت حركة إصلاح اليهودية التي تقف خلف هذا الموقع، إنه كان من الضروري استخدام مواقع الشبكة الاجتماعية في الخير. حيث قال رابي شوشانا، المدير التنفيذي للموقع، : إن كثيرًا من الأحداث قد وقعت من خلال استغلال وسائل الإعلام والإتصال الجديدة حيث استخدمها المتطرفون من أجل توجيه رسائل الكراهية وعدم التسامح. وقد أصبح من الضروري محاربة ذلك وخلق مكان يمكن للأشخاص الذين لا يتقابلون وجها لوجه أن يتقابلوا من خلاله ويجروا مناقشة بناءة.

كما ذكر سيمون كوهين، المتحدث الرسمي لموقع Faith book، لصحيفة التايمز على الإنترنت بأنها المجموعة الدينية الوحيدة على موقع الفايس بوك التي تدعو جميع المعتقدات إلى المشاركة. وسوف تسمح للأجيال الصغيرة بالمشاركة وتعلم الناس الدين. وقد جذبت تلك الصفحة على الإنترنت عدد لا بأس به من المستخدمين منذ انطلاقها في الخامس من الشهر الحالي. وانتقد سيمون بارو، من جماعة المفكرين المسيحيين ، موقع Faith book بأنها مجرد مجموعة أخرى على موقع فيس بوك facebook.


والخدمة مفتوحة للجميع حتى هؤلاء الذين لا يؤمنون بديانات سماوية معينة، حيث ظهرت تعليقات لبعضهم تحث أصحاب الديانات على التخلي عن آلهة السماء والتفكير بشكل منطقي بعيدًا عن هذه الاتجاهات وفق ما تم نشره في هذا التعليق، الذي قوبل بالنقاش من جانب أطراف أخرى حاولت اقناعه بمنطقية اتجاهاتها الدينية.

أما غياث الدين صديقي، مدير المعهد الإسلامي، فقد قال بأن الجماعة سوف تكون ناجحة بصرف النظر عن الاختلافات بين المعتقدات الأساسية. كما أضاف: بصرف النظر عما نحمله من ثقافات وخلفيات عرقية أو معتقدات دينية نتبعها، يجب أن تفهم أن خالقنا واحد مهما أطلقنا عليه من مسميات مختلفة.