أحلى شباب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مواقف وعبر من السيرة النبوية الشـريفة

اذهب الى الأسفل

sp مواقف وعبر من السيرة النبوية الشـريفة

مُساهمة من طرف Mohammad Al Nwihi 2008-11-05, 10:15 am

يكتبها الحاج احمد حسن شحادة ردايدة

يقول الله تعالى في ذلك: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين آل عمران/ آية 144.
وتدل هذه الآية بأن الرسل عليهم الصلاة والسلام ليسوا باقين في أقوامهم أبداً، فكل نفس ذائقة الموت، ومهمة الرسول تبليغ ما أرسل به وقد فعل، فلا خلود لأحد في الدنيا، فإذا قبض الله تعالى الرسول رجعتم القهقري، وقعدتم عن الجهاد، والانقلاب على الأعقاب، والإدبار عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم به من أمر الجهاد ومتطلباته، أما الذين لم ينقلبوا وظلوا ثابتين على دينهم، متبعين رسوله حياً أو ميتاً فلهم الجزاء الكبير عند الله تعالى.
يقول القرطبي رضي الله عنه، في كتابه تفسير القرآن الكريم: إن هذه الآية من تثنية العتاب مع المنهزمين، أي لم يكن لهم الانهزام وإن قتل محمد صلى الله عليه وسلم، والنبوة لا تدرأ الموت، والأديان لا تزول بموت الأنبياء فهذا كلام نفيس، فالإسلام لا ينتهي بموت النبي صلى الله عليه وسلم لأن ظهور الإسلام ودعوته غير متوقف على شخص بعينه، فسبب ظهور هذا الدين أنه حق، وأنه هدى، وهيمنته على كل الأديان السماوية السابقة هو قدر الله عز وجل، يقول الله تعالى: هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون التوبة/ آية 33.
لقد نزل التشريع الإلهي بالعتاب على ما حدث منهم، وعند موت النبي صلى الله عليه وسلم جاء التطبيق لهذا العتاب إظهاراً وتأييداً، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن أبا بكر رضي الله عنه أقبل على فرس من مسكنه بالسّنح حتى نزل، فدخل المسجد، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغشّى بثوب حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه فقبّله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي، والله لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها، قال الزهري: وحدّثني أبو سلمة عن عبد الله بن عباس: أن أبا بكر خرج وعمر بن الخطاب يكلم الناس، فقال: اجلس يا عمر. فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد، فمن كان منكم يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، إلى قوله: الشاكرين. وقال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقّاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها، فأخبرني سعيد بن المسيّب: أن عمر قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلّني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات رواه البخاري وفي صحيحه كتاب المغازي ورقم الحديث 4097
- لقد ترفّق القرآن الكريم في كيفية معالجة الأخطاء، فها هو يعقّب على ما أصاب المسلمين في أحد على عكس ما نزل في بدر من آيات، فكان أسلوب القرآن الكريم في محاسبة المنتصر على أخطائه، أشد من حساب المنكسر، فقال في غزوة بدر: ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم، لولا كتاب من الله سبق لمسّكم فيما أخذتم عذاب عظيم الأنفال/آية 67 68.
يقول الله تعالى في غزوة أحد: ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسّونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين آل عمران/ آية 152
وفي هذا حكمة عملية، وتربية قرآنية، يحسن أن يلتزمها أهل التربية والقائمون على التوجيه.
- إن التضحيات والفداء والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن دين الإسلام والتي قام بها بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل: حمزة بن عبد المطلب، صفية بنت عبد المطلب، علي بن أبي طالب، عمر بن الخطاب، الزبير بن العوام، سمّاك بن خرشة أبو دجانة، مصعب بن عمير، عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام، حنظلة بن أبي عامر، حسيل بن جابر وهو اليمان أبو حذيفة، سعد بن الربيع بن عمرو، مخيريق أحد بني ثعلبة بن الفيطون، أصيرم بن عمرو بن ثابت، طلحة بن عبيد الله، عمارة بن يزيد بن السكن، أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية، وغيرهم، رضي الله عنهم أجمعين فيها من الدروس والعبر والثبات الشيء الكثير، ما يعجز أن يشهد التاريخ بمثله ما دامت السماوات والأرض، يقول الله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً الأحزاب/ آية 23.
- لقد تكفّل الله تعالى بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعصمته من الناس، وقد قاتلت الملائكة في بدر وأحد جنباً إلى جنب مع المسلمين.
- عن سعد رضي الله عنه قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهم ثياب بياض، ما رأيتهما قبل ولا بعد، يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام. رواه مسلم في صحيحة كتاب الفضائل، ورقم الحديث 4264.
- لقد التزم المسلمون يوم أحد بالصبر والتقوى، وإتيان العدو من فورهم، فأمدهم الله بما وعدهم، يقول الله تعالى: إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين، بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين آل عمران/ آية 124 125.
لقد ضرب الله تعالى للمسلمين مثلاً بإخوانهم المجاهدين السابقين، وهم جماعات كثيرة ساروا وراء أنبيائهم في درب الجهاد في سبيل الله، فما وهنوا وما ضعفوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا عن الجهاد بعد الذي أ صابهم منه، وما استكانوا للعدو، بل ظلّوا صابرين ثابتين في جهادهم، وفي هذا تعريض بالمسلمين الذين أصابهم الوهن والانكسار عند الإرجاف بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبضعفهم عند ذلك عن مجاهدة المشركين.
يقول الله تعالى: وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين آل عمران/ آية 146 148.
وهذه الآيات فيها عتاب لمن انهزموا يوم أحد، وتركوا القتال لمّا سمعوا الصائح يصيح: بأن محمداً قد قتل، فلامهم الله على فرارهم وتركهم للقتال، وترك لهم باب الدعاء والتضرع إليه بطلب المغفرة عما بدا منهم من خذلان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وللمسلمين في ساحة القتال، وقد قبل الحق منهم تلك التوبة والإنابة وفي هذا تعليم للمسلمين إلى أهمية التضرع والاستغفار وتحقيق التوبة، وتظهر أهمية ذلك في إنزال النصر على الأعداء، وبذلك نالوا ثواب الدارين: النصر والغنيمة في الدنيا، والثواب الحسن في الآخرة، جزاء إحسانهم في أدب الدعاء والتوجه إلى الله تعالى، وإحسانهم في موقف الجهاد، وكل دلالة على فضل الله تعالى عليهم وتقدّمه على ثواب الدنيا، وأنه هو المعتمد عنده.
- إن الجمادات والأشياء تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أليست هي من صنعه الله تعالى؟ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع له أحد، فقال: هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إن إبراهيم حرّم مكة، وإني أحرم ما بين لا بتيها رواه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء ورقم الحديث 3116.
إن هذا يدل على دقة شعور النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قارن بين ما كسبه المسلمون من منعة التحصن والاحتماء بذلك الجبل، وما أودعه الله تعالى فيه من قابلية لذلك، فعبّر عن ذلك بأرقى وشائج الصلة وهي المحبة، وهذا يعتبر مثلاً أعلى على التخلّق بخلق الوفاء.
إن وفاءه صلى الله عليه وسلم للجماد قد سما حتى حاز أرقى العبارات وأرقها، حيث أن نظرته للأشياء نظرة كمال، فالكل يسبّح الله، يقول الله تعالى: تسبّح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً الإسراء/ آية 44، ولا يسبح بحمد الله إلا العاقل، فنفهم من ذلك بأن الأشياء كلها تسبح الله، فهي في نظر الخالق سبحانه كلها عاقلة لأنها صنعته، ولو تراءت للإنسان بأنها ناقصة فذلك لنقصه هو في ذاته أولاً، وفي غيره ثانياً، لذا فمن الأحرى ببني الإنسان الأوفياء أن يسبحوا الله لينالوا منه أعظم من ذلك، فضلاً عن من تجمعه بهم الآخرة في الله تعالى.
avatar
Mohammad Al Nwihi
ادارة المنتدى
ادارة المنتدى

ذكر
عدد الرسائل : 5349
العمر : 35
البلد : الأردن
الوظيفة : طالب جامعة - بكالوريوس إدارة أعمال - سنة ثالثة
المزاج : حسب الظروف
الأوسمة : مواقف وعبر من السيرة النبوية الشـريفة A7lawesam2008_2

بياناتك الشخصية
حدثنا عن نفسك: أشياء تتقن فعلها

https://a7lasbab.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى