تيري هنري... يلعب كرة القدم ويعشق كرة السلة!

زيد بنيامين من دبي: كثيرة هي الأمور التي تغيرت على النجم الفرنسي تيري هنري، فهذا الشاب القادم من ضواحي العاصمة الفرنسية باريس الفقيرة نجح في أن يمثل جيلاً استطاع تحقيق العديد من الانجازات للكرة الفرنسية بل حتى إنه تحول إلى صمام أمان للفرق التي لعب لها وخصوصًا موناكو الفرنسي، الارسنال الانكليزي واليوم مع برشلونة الاسباني "انا شغوف بفكرة ترك بصمتي الكروية في التاريخ".

بعد هذه الانجازات يقول تيري هنري عن حياته وما تغير فيها "حينما تكون صغيرًا تستطيع أن تفعل ما تريد أن تفعله، وليس ما تريده منك اللعبة كي تفعله، وهذا هو الشيء الذي اختلف في حياتي".

ولد هنري في بيئة فقيرة تمثلت بإحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس ولكنها احتوت على بنى تحتية لممارسة كرة القدم ومنذ بداياته فقد اظهر هنري مهاراته وبفضل والده الذي وقف الى جنبه خلال هذه المرحلة من حياته استطاع هنري من ان يواصل مشواره في تطوير مهاراته بالتدريب "لقد حققت حلمي الذي عملت طويلاً لأجل تحقيقه، لأنني اردت ان العب كرة القدم وان ادخل السعادة الى قلب ابي الذي أدى دورًا في بداياتي، لقد علمني امورًا في كرة القدم مثل كيف تضغط على خصمك، واتذكر حينما كنت اخرج من الميدان سعيداً لانني سجلت هدفين ولكن والدي كان يفسد الفرحة بالقول نعم لقد سجلت هدفين ولكنك اخفقت في الاستفادة من احدى الفرص او انك قمت بتمريرة خاطئة فخسر فريقك هدفاً"


تييري هنري نجم فرنسا
في عام 1990 ارسل نادي موناكو ارنولد كاتالونو لمراقبة هنري وكيفية اداءه، حيث سجل ستة اهداف لمصلحة فريقه ليقدم له كاتالانو عرضاً بالانضمام الى موناكو حتى من دون الدخول في اختبارات وكاتالونو هو من كان وراء دخول هنري اكاديمية كرة القدم ومن ثم الانضمام الى المراحل السنية حيث التقى بارسن فينغر "حينما كنا نلعب في موناكو، كان يوري جوركاييف يقول لي دائمًا انه يحس انني سأكون لاعبًا مشهورًا، ولكنه كان يحس انني حينما اتلقى الكرة انها ليست كرتي، والان فهمت ماذا كان يعني بكلامه، فعلاً حالمًا ادخل الميدان اعرف ان الكرة هي كرتي، وهذا الاحساس لأتحسه الا اذا كنت لاعب كرة حقيقي".

حقق هنري مع موناكو العديد من الانجازات ومنها لقب افضل لاعب فرنسي شاب في 1996 وبفضل ادائه نال موناكو لقب الدوري الفرنسي في 1996/1997 كما قاد فريقه في الموسم التالي الى الدور النصف النهائي من بطولة دوري ابطال اوروبا حيث سجل لمنتخب بلاده سبعة اهداف ومع حلول موسمه الثالث مع فريق موناكو تم استدعاءه لتمثيل المنتخب الفرنسي وكان في تشكيلة المنتخب الفائز بلقب كأس العالم 1998 ومع قضائه خمسة مواسم مع موناكو نجح هنري في تسجيل 20 هدفًا في 105 مباريات خاضها.


وهنا يحتفل بهدف له مع فريقه السابق ارسنال
انتقل هنري لفترة قصيرة الى يوفنتوس الايطالي ولم يستقر طويلاً حيث حصل الارسنال على خدماته مقابل 10.5 مليون جنيه استرليني في اغسطس 1999 لتبدأ ابرز مرحلة في حياته "حينما وصلت الى انجلترا، عرفت انني بحاجة الى دخول مدرسة من اجل ان اتعلم من جديد فن الهجوم وتسجيل الاهداف" مضيفاً "لقد تغيرت طريقة لعبي منذ ان انتقلت الى انجلترا واعتقد ان هذا جيد، لانه اذا لم احسن من طريقة لعبي فان الامر كان يعني شيئاً واحداً فقط وهو انني لست ذكياً".

وعلى الرغم من الشهرة التي يتمتع اللاعب الفرنسي تيري هنري بها اليوم، إلا ان شقيقه ويلي يقول "مازال ينام معي في الغرفة حينما يأتي الى منزل العائلة ومازال يتحدث الي قبل ان ننام في كل شيء وعن اي شيء الا كرة القدم" اما تيري فيعلق "يقول الناس انني ابدو جدياً خارج الملعب وتبدو علي ملامح الغضب ولكنني اعتبر ذلك جزءً من التركيز، واشعر بالفرح حينما اخرج من المباراة واعلم جيداً انني قدمت ما كان علي واكثر لارى الابتسامة على وجه ابي سواءً بعد مباريات الدوري او كأس العالم".

جاء انتقال تيري هنري الى اسبانيا في مرحلة مهمة من حياته الزوجية حيث كانت اجراءات طلاقه من زوجته الانكليزي كلير قد دخلت منعطفاً مهماً حيث قررت الزوجة البقاء في لندن الى جانب طفلتهما الوحيدة (تيا) البالغة من العمر وقتها عامين "ابنتي هي الجزء الاهم من حياتي ، وانا لست سعيداً لان الاب الذي يرى ابنته خمس مرات في ثمان اشهر لن يكون سعيداً"

حال وصول هنري الى برشلونة ، كان عليه التأقلم مع تشكيلة الفريق المعروفة 4-3-3 حيث لعب كل من رونالدينيهو، ميسي وايتو في الجبهة الامامية وكان من المعتقد ان هنري سينجح في ترك بصمته في هذا الخط ولكن بعد اول مشاركة له مع النادي الكاتلوني، ظهر ان قدرات هنري يجب ان تكون افضل لملاءمة الوضع الجديد في برشلونة "لم اجرِ في حياتي بهذا المستوى في العالم، ابداً، ابداً، ابداً، ابداً، ابداً!، فبدلاً من ان اجري على مسافة 30 مترًا من الهدف كان علي ان ابدأ من على بعد 60 متراً، حال وصولي الى المرمى كنت قد فقدت ساقي".


وهنا تجمعه الصورة مع رونالدينو
لكن ليس هذا فقط ما اختلف على تيري هنري منذ انتقاله الى برشلونة الاسباني "المختلف بين اسبانيا وانكلترا انه في اسبانيا المباريات تبدأ الساعة العاشرة ليلاً بينما لو بدأت المباريات في مثل هذا الموعد في انكلترا فإن الجمهور سيقتلك لان الانكليز يتناولون وجبة العشاء مابين السابعة والثامنة مساءً وينتهي يومهم، انه مجرد تغيير في طريقة الحياة، في برشلونة سواءً خسرت او ربحت فانهم يريدون رؤية مباراة جيدة وهذا امر غريب بالنسبة إلي، فبعض المرات حينما تفوز دونما ان تقدم عرضاً جيدًا فإن الجمهور سيشعرك بذلك، فالجمهور يريد ان يرى نوعية جيدة من كرة القدم اما في انكلترا وبعض البلدان الاخرى فان الفوز يكفي لكي يعتني بك الجمهور دون ان يركز على كيفية لعبك، في اسبانيا ان لم تقدم عرضاً مثيراً فانهم لن يكونوا سعداء بالنقاط الثلاث".

عن مستقبله يؤكد هنري بانه لايرى له مستقبلاً كرويًا بعد ان يتجاوز الثلاثينات "لا اعرف ما ستكون عليه حالي بعد عشر سنوات، لانني لا انظر بعيدًا الى المستقبل، ساخوض امم اوروبا 2008 ولدينا كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا واتمنى ان استمتع بهما وخصوصًا انني اريد ان العب اول كأس عالم في افريقيا ولا ادري ان كانت ساقاي ستحملاني وقتها، لا اعتقد انه من السهل ان تكون في الميدان وعمرك 32 عاماً خصوصًا لمهاجم مثلي ولكن في النهاية يجب ان ننتظر ما سيحدث لي خلال السنوات العشر القادمة".

والى جانب محبته لكرة القدم فإن هنري يتابع كرة السلة الاميركية وهو الذي اثار العديد من ردود الافعال حينما اكد انه يفكر بلعب كرة القدم في الولايات المتحدة الامريكية وتحديدًا في نيويورك"نعم احب كرة السلة لانني احب عامل السرعة فيها، فحينما اذهب لرؤية مباراة معينة لم اجد اي منها مملة، لقد ترعرت في زمن شهرة مايكل جوردن واحب سرعته وطريقة تعامل الجمهور مع اللعبة واحبها اليوم اكثر لان كثير من اصدقائي يلعبون في دوري المحترفين الاميركي لذلك اصبحت اتابعها اكثر".