اوباما وماكين يشاركان في احياء ذكرى 11 سبتمبر

زار المرشحان، الديمقراطي باراك اوباما، والجمهوري جون ماكين، نقطة المركز في موقع تفجير برجي مركز التجارة العالمي لمناسبة الذكرى السابعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول في عام 2001.

وفي اطار احتفالات المدينة بتلك المناسبة، سار الخصمان المتنافسان على منصب الرئاسة الامريكية جنبا الى جنب مع رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبيرج نحو نقطة الصفر، او مركز الموقع، احياء لذكرى تلك الهجمات التي راح ضحيتها قرابة ثلاثة آلاف شخص.

يشار الى انه في الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001 ارتطمت طائرتان اختطفها انتحاريون ببرجى مركز التجارة العالمي في المديني، ومقر وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) في واشنطن، بينما اسقطت الرابعة في احد الحقول فى ولاية بنسلفانيا.

وافتتح بلومبيرج مراسم احياء الذكرى، ووقف إلى جانب اقارب الضحايا دقيقة حدادا، وقرأت قائمة باسمائهم في المكان المسمى نقطة الصفر الذي انهار فيه برجا مركز التجارة العالمي.

بوش
وفي البيت الأبيض، أحيى الرئيس جورج بوش الذكرى إذ وقف دقيقة صمت في الحديقة الجنوبية وكان إلى جانبه زوجته لورا ونائبه دك تشيني وزوجته لين.

ولعل ما يميز استحضار الأمريكيين للذكرى هذه السنة أنها ستكون المرة الأخيرة التي يحضرها الرئيس بوش الذي سيقترن اسمه بهذه المرحلة الفريدة من تاريخ الولايات المتحدة.

وفي البنتاجون في واشنطن ازاح بوش الستار عن نصب تذكاري لضحايا الهجوم بالطائرة الثالثة والذي أودى بحياة نحو 184 شخصا.

ويُذكر أن بناء النصب التذكاري كلف 22 مليون دولار وأقيم على قطعة أرض تمتد على 0.77 هكتار حيث تتيح إمكانية رؤية مكان سقوط الطائرة الثالثة.

وعمدت السلطات المحلية في نيويورك إلى فرض إجراءات أمنية مشددة في المنطقة المحيطة بنقطة الصفر إذ أغلقت الشوارع المؤدية إلى هناك وحولت اتجاه رحلات بعض الحافلات العامة قبل بدء مراسم إحياء ذكرى الهجمات.

القبض على ابن لادن
وفي موضوع ذي صلة، قالت المتحدثة الإعلامية باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، إن إخفاق الولايات المتحدة في إلقاء القبض على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، يظهر محدودية ما يمكن أن يصل إليه الجيش وأجهزة الاستخبارات الأمريكية.

وأضافت المسؤولة الأمريكية أن الولايات المتحدة لا تملك قوى خارقة، مشيرة إلى أنها نجحت مع ذلك في إلقاء القبض على عدد من قادة القاعدة وإحباط محاولات إقامة ملاذات آمنة لهم.

وكانت بيرينو، قالت أمس الأربعاء إن " الرئيس يفكر في أحداث 11 سبتمبر/أيلول كل يوم عندما يستيقط من النوم وقبل أن يذهب إلى فراشه".

"مشاركة"
ومن المقرر أن يشارك في إحياء الذكرى المرشحان للانتخابات الرئاسية جون ماكين وباراك أوباما الذين يُعتقد أنهما لن ينخرطا اليوم في أي حملة انتخابية.

و يمثل ظهورهما في المكان الذي كان يحتضن مركز التجارة العالمي في مانهاتن بنيويورك قبل تدميره قطيعة مؤقتة مع الأجواء الساخنة التي سادت الحملة الانتخابية خلال الشهرين الماضيين.

وقالت الناطقة باسم حملة أوباما، ليندا دوجلاس، "لن تكون هناك خطب... ستكون لحظة لوضع السياسة جانبا".

ومن المقرر أن يعلق أوباما وماكين كل الإعلانات الدعائية المرتبطة بحملتيهما الانتخابية.

ورغم أن المرشحين سيحاولان تجنب أي تصعيد انتخابي خلال حضورهما مراسم إحياء الذكرى بنقطة الصفر، فإن من المحتمل أن تستعيد الأجواء الانتخابية زخمها خلال مشاركتهما في وقت لاحق من اليوم في ندوة تلفزية على الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي الموافق لمنتصف الليل بتوقيت جرينش.

وقالت دوجلاس إن أوباما قد يستخدم مناسبة مشاركته في الندوة للرد على ما وصفته بأنه "سخرية الجمهوريين من التزامه الذي يفيض حيوية بخدمة المجتمع".

لكن محللين يرون أن المرشحين المتنافسين سيتصرفان على أحسن وجه.

نقطة الصفر

وفيما يخص وضع الموقع الذي انهار فيه برجا مركز التجارة العالمي والذي أصبح يعرف بنقطة الصفر، لا تزال الأشغال جارية فيه بعد مرور سبع سنوات على الهجوم الذي تعرض له.

واستقر الرأي أخيرا بعد تأجيلات وخلافات بشأن كيفية تخليد ذكرى الضحايا على بناء نصب تذكاري وناطحة سحاب سيطلق عليها برج الحرية إذ من المقرر استكمال بنائها بحلول عام 2012.

وكان عمدة نيويورك دعا الأربعاء إلى إلغاء "وكالة تخطيط مركز التجارة العالمي"، قائلا إن أعمال إعادة البناء "بطيئة على نحو محبط".

وأضاف "الأهم هو ضرورة استكمال بناء النصب التذكاري بحلول الذكرى العاشرة. لا مزيد من الأعذار... لا مزيد من التأخير".

وكان حاكم نيويورك، ديفيد باترسون، قد أعرب عن خيبة أمله تجاه الوتيرة التي تسير وفقها الأشغال في نقطة الصفر.