مهرجان الأردن في مهب رياح الإلغاء

نقابتا فناني سورية ولبنان تقاطعان.. وفنانون يفكرون بالاعتذار

حنان العتّال

عمّان - ازدادت مهمة القائمين على مهرجان الأردن صعوبة، بانضمام نقابتي الفنانين في سورية ولبنان إلى قائمة المقاطعين، بعد الحملة التي تبنتها نقابة الفنانين الأردنية.

الصعوبة كذلك تأتي من إعلان نجوم كبار اعتذاراتهم عن عدم المشاركة بالمهرجان، حيث تردد أن الفنانة اللبنانية إليسا تتجه نيتها الى الاعتذار عن عدم إحياء الحفل المقرر لها في المهرجان، فضلا عما أورده موقع "إيلاف" الالكتروني من ان الفنانة إليسا ستعلن عبر وسائل الإعلام نيتها الاعتذار عن المهرجان بسبب ما أثير حوله من شبهات تطبيعية.

الفنان عمر العبداللات كان هو الآخر أعلن اعتذاره عن عدم المشاركة في المهرجان، مؤكدا في بيان أصدره أول من أمس بعد اجتماعه مع مجلس نقابة الفنانين، أن الاعتذار جاء بعد دراسة لظروف المشاركة هذا العام "التي تشوبها الكثير من الشبهات حول الشركة المنظمة".

الفنانان فضل شاكر ويارا انضما كذلك إلى قائمة المعتذرين، فيما يتوقع أن تصدر شركة روتانا التي يشارك بعض نجومها في المهرجان بيانا تحدد فيه موقفها من المهرجان.

وكان مدير أعمال الفنان راغب علامة وشقيقه خضر صرح لـ "الغد" أن علامة "سيتخذ القرار المناسب" بعد الاطلاع الكامل على حيثيات "شبهة التطبيع"، مرجحا اتخاذ قرار المقاطعة في حال "تم التأكد من ذلك". وقبلها كان المصري عمرو دياب قال إنه لن يشارك في حال ثبوت اتهام المهرجان بالتطبيع.

إلى ذلك أكد الفنانان الأردنيان زياد صالح وطوني قطان مشاركتهما في المهرجان. زياد صالح قال في حديث لـ "الغد" إنه لن يستطيع التملص من شرط جزائي تضمن عقدا وقعه مع شركة "بلاند بي" "قيمته كبيرة"، إن هو قرر عدم المشاركة.

صاحب الشركة الأردنية "بلاند بي" عمر ساري أكد أن العقد الذي وقعه مع الفنانين الأردنيين يتضمن بندا جزائيا يحصل إذا تم الإخلال بالعقد. وقال إن جميع الشروط التي طلبها ساري من إدارة المهرجان والتي تهم صورة الفنان الأردني وإظهار قيمته الفنية تم تنفيذها بالكامل، مبينا أن إدارة المهرجان لم تقصر في الدعم.

ساري أكد أن اعتذار أي فنان سيتسبب بضرر يتحمله أمام إدارة المهرجان، مبينا أنه تعاقد مع كل من ديانا كرزون وزياد صالح وطوني قطان وهيثم الشوملي وحسين السلمان، مشيرا إلى أن الشركات التي تم التعامل معها أثناء التجهيزات هي شركات أردنية وأصحابها معروفون.

طوني قطان قال إن "المشاركة في المهرجان واجب وطني لدعم المشاريع السياحية التي تهدف للترويج للأردن". فيما اعتبر صالح أن المشاركة ضرورية للفنان الأردني الذي يرى أن "المهرجان كرمه للمرة الأولى بأن ساوى بينه وبين نظيره العربي في الدعاية والإعلان".

لجنة مقاومة التطبيع النقابية الأردنية عادت مرة أخرى لتؤكد ان المهرجان "ينظم من قبل شركة فرنسية متصهينة (Puplicis)".

وقال بيان صدر عن رئيس اللجنة المهندس بادي الرفايعة أمس، إن الشركة يرأسها "الصهيوني موريس ليفي"، إضافة إلى تأكيده على أن عددا من الفنانين المشاركين هم "مطبعون، وممن أقاموا علاقات مع العدو الصهيوني"، ذاكرا في هذا السياق مغني الاوبرا العالمي بلاسيدو دومينغو، وفنانة الجاز الفنانة ديانا كرال، والفنان ومنتج الأفلام دافيد لينش، والفنان ميكا، والشاب خالد.

ورفض البيان أن "يشارك هؤلاء في مهرجان يحمل اسم الاردن"، داعيا جميع الأردنيين والعرب إلى عدم حضور حفلاتهم ومقاطعة المهرجان.

كما طالب البيان رئيس الوزراء إلغاء المهرجان، و"التجاوب مع الرغبة الشعبية الكبيرة في رفض مهرجان هذا العام بسبب طريقة تنظيمه، وبسبب مشاركة فنانين تربطهم علاقات مع عدو الاردن وعدو أمتنا العربية والإسلامية العدو الصهيوني".

وكانت المقاطعة السورية للمهرجان جاءت من بيان نقابة الفنانين السوريينالمتضامن مع موقف النقابة الأردنية. حيث أعلن البيان "وبشكل قاطع مقاطعة جميع فناني سورية العربية لمهرجان الأردن الذي تديره شركة صهيونية مديرها المدعو موريس ليفي الذي بات معروفا بمواقفه الصهيونية المتطرفة".

وحذرت النقابة السورية فنانيها من الاشتراك أو المشاركة في هذا المهرجان، معربة عن احترامها وتقديرها للفنانين الأردنيين "لحرصهم الوطني والقومي ولمواقفهم الواضحة والثابتة من العدو الصهيوني".

نقابة الفنانين المحترفين في لبنان أصدرت هي الأخرى بيانا، أعلنت خلاله تضامنها مع نقابة الفنانين الأردنيين والنقابات العربية الأخرى المتضامنة معها.

ودعت النقابة منتسبيها إلى العزوف عن المشاركة في مهرجان الأردن، كما حذرتهم من أي مشاركة تخفي ضمنا ملامح إسرائيلية.

وكان رئيس الاتحاد العام للنقابات الفنية المصرية السيد راضي أعلن مقاطعة الاتحاد للمهرجان. وأكد في تصريح سابق للغد أن مصر لها موقف محدد ومعروف من مسألة التطبيع الفني والثقافي مع إسرائيل. واضاف "اتخذنا القرار استجابة سريعة لطلب النقابات الأردنية بمقاطعة مهرجان يقام على أرضهم".

فيما نفى مدير عام هيئة تنشيط السياحة نايف الفايز وجود أي شركات مشبوهة لتنظيم مهرجان الاردن وأن الشركات التي تنظم المهرجان هي شركات أردنية اضافة الى شركة اجنبية. نايف الفايز يوضح بأن الشركة التي تنظم المهرجان هي Les Visiteur des soir وليست شركة (بيبليسيز).

وبين أن الهيئة ووزارة السياحة تقومان حاليا بإرسال عدد من التوضيحات الى نقابات الدول المشاركة في المهرجان لتوضيح أن ما تم تداوله حول "تنظيم المهرجان من قبل شركة يهودية هو عار عن الصحة".

وأضاف أن الهيئة ووزارة السياحة تعملان على توضيح وإيصال المعلومات الصحيحة للنقابات الخارجية التي يشارك فنانوها في المهرجان للتراجع عن موقفها حيال عدم المشاركة في المهرجان كون جميع المعلومات التي تم تداولها هي عارية عن الصحة.

من جهته بيّن نقيب الفنانين الأردنيين شاهر الحديد أن النقابات جميعها دعت إلى مقاطعة هذا المهرجان. إلا أن هناك محادثات ماتزال قائمة للتوصل إلى الحلول.

وأكد على أن النقابة لن تتراجع عن قرارها في مقاطعة المهرجان، مطالبا الحكومة بـ "مداواة هذا الجرح"، مبينا أن "الشعب الأردني متأثر لما حصل لسمعة الأردن".

يذكر أن مهرجان الأردن 2008 الذي ترعاه هيئة تنشيط السياحة الأردنية من المقرر أن تنطلق فعالياته في الفترة بين 8 تموز و 9 آب وتتضمن فعاليات المهرجان عروضا وحفلات موسيقية يشارك فيها عدد من النجوم الأردنيين والعرب والعالميين، وقد قاطع بعض الفنانين فعاليات المهرجان الذي يقام بعد إلغاء مهرجان جرش، لارتباطه بالشركة التي نظمت احتفالات اسرائيل بعيدها الستين.

وتتمثل المشاركة الأردنية في المهرجان من خلال حفلات: عمر العبداللات، ديانا كرزون، هيثم الشوملي، حسين السلمان، زياد صالح وطوني قطان. إضافة إلى مشاركة عربية: عبدالله الرويشد، راغب علامة، جورج وسوف، اليسا، فضل شاكر، عاصي الحلاني، وليلة جزائرية للفنانين فاضل وبيونة والشاب خالد.

أما المشاركة العالمية يحييها مغني الأوبرا العالمي بلاسيدو دومينغو وجوليا ميغينيس، إضافة إلى حفلة لمطرب البوب ميكا. وتتوزع الفعاليات بين عمان وجرش والبتراء والبحر الميت.