مصر تعتقل ناشطين يدعون لكسر حصار غزة ... وتمنع قافلة إغاثية من التوجه إلى غزة

أحلى شباب - الحياة - لندن - منعت أجهزة الأمن المصرية قافلة إغاثية تهدف إلى فك الحصار المفروض على قطاع غزة كان يفترض تسييرها أمس من أمام مقر محكمة في محافظة الجيزة طوقتها الشرطة وقوات مكافحة الشغب وطاردت المشاركين فيها واعتقلت عشرات منهم.
وقال شهود إن الشوارع المؤدية إلى مبنى مجلس الدولة في منطقة الدقي التابعة لمحافظة الجيزة شهدت أمس استنفاراً أمنياً منذ ساعات الصباح الأولى. ومنعت الشرطة السيارات من الوجود في المنطقة، كما فتشت من تشتبه فيهم واستوقفت المارة لسؤالهم عن وجهاتهم. وأكد أحد سكان المنطقة لـ «الحياة» أن قوات مكافحة الشغب والأمن المركزي مدعمة بنحو 20 عربة حاملة للجنود وعربات مصفحة حاصرت مبنى مجلس الدولة والشوارع المجاورة، كما انتشرت سيارات الإسعاف والإطفاء. وقال إن «أفراد الشرطة فرقوا بالقوة مئات المشاركين في القافلة، ومنعوهم من الوجود في المنطقة. وطارد آخرون يرتدون ملابس مدنية في الشوارع الجانبية عدداً من المشاركين». وأضاف أن «عشرات المشاركين شوهدوا محتجزين في إحدى عربات الجنود».
ووسط حصار أمني مكثف، تظاهر عشرات من المشاركين في القافلة بعد تفريقهم أمام نقابة الصحافيين المصريين في وسط القاهرة، احتجاجاً على «التعسف الحكومي». واستنكروا منعهم من تسيير القافلة. ونددوا بما اعتبروه «مشاركة حكومية في حصار غزة» و «انحيازاً سافراً لإسرائيل». وحمل بعضهم لافتات تندد بموقف الحكومة المصرية، مرددين هتافات مناوئة للنظام.
وقال الناطق باسم «الحملة الشعبية لفك الحصار» النائب عن «الإخوان المسلمين» حمدي حسن لـ «الحياة» إن «ما جرى من اعتداء على المواطنين يعبر عن مدى استهانة النظام بأي قوانين أو دستور». وأشار إلى «توقيف عشرات المشاركين في القافلة، بينهم صحافيون». غير أنه أضاف أن «هذه الإجراءات لن تثنينا عن نصرة شعب محاصر، فنحن مستمرون في فعاليات فك الحصار عن قطاع غزة». وهاجم «النظام المصري الذي يشارك في حصار غزة عن طريق إغلاق معبر رفح ومنع تسيير قوافل الإغاثة المصرية». وقال: «سنقيم دعوى قضائية خلال الأيام المقبلة نختصم فيها وزير الداخلية لمنعه قافلة الإغاثة واعتداء أفراد الشرطة على المواطنين».
واعتبر الأمين العام لكتلة النواب المستقلين الدكتور جمال زهران أن تصرف الشرطة «غير مبرر»، مشيراً إلى أن «دورها حماية المواطنين والنظام العام، ونحن لم نخرج عن هذا النطاق، إذ أعلنا في الصحف قبل أيام تنظيم قافلة إغاثة لفك الحصار المفروض من قبل إسرائيل على غزة، وحصلنا في وقت سابق على حكم قضائي يمنحنا الحرية في تسيير قوافل الإغاثة، فلماذا يمنعونا؟».
وأضاف لـ «الحياة» أن «هذه القافلة لا تمثل الإخوان المسلمين حتى نقول إننا منعنا لذلك، بل تمثل القوى الوطنية بطوائفها كافة، وشارك فيها نواب في البرلمان وناشطون ورموز في الحركة الوطنية إضافة إلى الإخوان، لذلك لا أجد مبرراً لهذا الإجراء غير المنطقي وغير المقبول وأرى فيه استهانة بالمواطنين، إضافة إلى انه يسيء إلى صورة النظام في الخارج».