صمت أوباما بشأن غزة يؤكد توقعات العرب الضئيلة

من طرف **Mohammad Al Nwihi** 2008-12-31, 6:27 pm

أحلى شباب - العرب أونلاين - أكد الرئيس الأمريكى المنتخب باراك اوباما بصمته على الهجمات التى تشنها اسرائيل فى غزة توقعات العرب بأن التغيرات فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة ستكون صغيرة وبطيئة حين يأتى الى البيت الأبيض فى عشرين يناير.

وفى اليوم الخامس للغارات الجوية الإسرائيلية التى أسفرت عن مقتل اكثر من 380 فى غزة لم يتخذ الرئيس الأمريكى المنتخب موقفا بعد على الرغم من تعليقه بعد الهجمات التى شنها متشددون فى مومباى كما أدلى بتصريحات مفصلة بشأن الاقتصاد الأمريكي.
وقال حسن نافعة المحلل السياسى المصرى وأمين عام منتدى الفكر العربى فى عمان إن اوباما يريد أن يكون حذرا وبأنه سيظل حذرا لأن الصراع العربى الإسرائيلى ليس من بين اولوياته.
وعلق هلال خشان استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية فى بيروت بأن موقف اوباما خطير للغاية فجماعات الضغط اليهودية حذرت من انتخابه وبالتالى آثر التزام الصمت بشأن غزة.
وقال بول وودوورد من منتدى الصراعات وهى منظمة تهدف الى تغيير السياسة الغربية تجاه الحركات الإسلامية مثل حماس "اذا استمر اوباما على صمته... سيتم النظر الى صمته واعتبار أن له التأثير العملى بتقديم تأييد لحرب اسرائيل على غزة".
وكان العالم العربى بشكل عام متحمسا بشأن فوز اوباما فى الانتخابات فى نوفمبر تشرين الثانى اعتقادا بأن وجها جديدا فى البيت الأبيض لا بد أن يكون أفضل من الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش الذى غزا العراق ومنح اسرائيل دعما قويا.
لكن اختياره لفريق السياسة الخارجية خاصة هيلارى كلينتون كوزيرة للخارجية ورام ايمانويل كرئيس لفريق موظفيه أثار الشكوك بشأن حدوث تغييرات كبيرة.
وعبر مصطفى السيد من جامعة القاهرة عن تشاؤمه حيث قال إنه حين يرى نوعية الناس التى تحيط بالرئيس المنتخب اوباما يجد أنهم أفضل أصدقاء اسرائيل الذين لا يجرؤون على أن ينأوا بأنفسهم عن مواقف الحكومة الإسرائيلية.
وخلافا لمعظم الحكومات الكبرى لم تناد إدارة بوش بوقف فورى لإطلاق النار بين اسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس التى تسيطر على غزة وتبنت موقفا مماثلا للموقف الذى اتخذته حين قامت اسرائيل بغزو لبنان عام 2006.
وكانت قد عارضت وقفا لإطلاق النار فى لبنان الى أن بات واضحا أن اسرائيل لن تستطيع تحقيق أهدافها من الحرب ضد مقاتلى حزب الله وأن الخسائر البشرية بين الإسرائيليين كبيرة للغاية.
وقال نافعة إن الحكومة الاسرائيلية اختارت هذا التوقيت لمهاجمة حماس لأنها ليست واثقة إن كانت ستحصل على دعم اوباما اذا انتظرت حتى توليه مهام منصبه فى 20 يناير كانون الثاني. وأضاف أنها تعلم أنها تتمتع بالدعم غير المشروط لبوش.
غير أن نتيجة حملة غزة سيكون لها أثر كبير على التخطيط الجيواستراتيجى الذى سيرثه اوباما.
واذا لم تستطع اسرائيل هزيمة حماس فمن الممكن أن تخرج الحركة اكثر قوة على حساب الرئيس الفلسطينى محمود عباس والحكومة المصرية وهما الطرفان العربيان اللذان تعتمد الولايات المتحدة عليهما فى معظم الأحيان فى سياستها الخاصة بالعلاقة بين العرب واسرائيل.
واذا نجحت اسرائيل واستبعدت التهديد الذى تمثله الصواريخ التى تطلق من غزة فمن الممكن أن يحيى اوباما بسهولة اكبر المحادثات المباشرة بين اسرائيل وعباس بشأن اتفاق للسلام قائم على إقامة دولتين تعيشان جنبا الى جنب.
ويتوقع العرب من اوباما بشكل رئيسى أنه سيكون على الأقل اكثر اهتماما بالسلام فى الشرق الأوسط من سلفه الذى بدأ يوليه اهتماما فى المراحل الأخيرة من رئاسته.
وقال بول سالم مدير مركز الشرق الأوسط فى بيروت التابع لمعهد كارنيجى للسلام "من المؤكد أن وجود اوباما الذى سيحث اللاعبين على الحديث مقابل بوش الذى لم يفعل هذا يحدث فرقا."
وأضاف "لكن اوباما لن يجبر اسرائيل "على تقديم تنازلات". سياسيا لن يمارس قدرا هائلا من الضغط على الإسرائيليين."
ويرى وليد قزيحة الاستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أن اوباما سيكون عليه اتخاذ خطوات جريئة اذا كان يريد استعادة نفوذ الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط الذى ينظر اليه على نطاق واسع على أنه تراجع بشدة خلال عهد بوش الذى استمر ثمانى سنوات.
واستطرد قائلا إن البوادر الأولى لا تشير الى أن اوباما سيفعل هذا وقال إنه اذا كان الرئيس الأمريكى المنتخب سيأخذ موقفا لكان قد قال شيئا فهو حين يريد أن يقول شيئا يستطيع أن يقوله.
وتوقع السيد أن يدور صراع بين مستشارى اوباما الذين يحبذون الوضع الراهن والذين يرتبطون بتحالف وثيق مع اسرائيل وبين هؤلاء الذين يفكرون بأسلوب مختلف.
وأضاف أن لديه الانطباع بأن أصدقاء اسرائيل الجيدين سيهيمنون فى نهاية المطاف وأن هذا سيسهم فى مزيد من التضاؤل للنفوذ الأمريكى فى المنطقة.