الجارديان: دعوة لوقف صادرات السلاح البريطانية إلى إسرائيل

من طرف **Mohammad Al Nwihi** 2009-01-07, 8:13 am

لا زالت تطورات الأحداث في قطاع غزة تسيطر على الأخبار وصفحات الرأي في الصحف البريطانية، وإن اختلفت آراء الكتاب والمعلقين والزوايا التي تناولوا منها القضية.

دعا نيك كليج زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين البريطاني رئيس الوزراء جوردون براون إلى وقف صادرات السلاح البريطاني إلى إسرائيل.
وفي مقال على صفحات الجارديان بعنوان "يجب أن نوقف تسليح إسرائيل"، قال كليج إن العالم ظل يشاهد الأحداث في غزة في حالة من الرعب بينما حصد الصراع هناك آخر ضحاياه الأبرياء في هجوم على مدرسة تابعة للأمم المتحدة.
ووصف كليج التظاهرات التي شهدها العالم خلال الأسبوعين الماضيين احتجاجاً على تطورات الأحداث في غزة بأنها لائحة اتهام للمجتمع الدولي.
وحول المواقف الدولية من هذه الأحداث أشار كاتب المقال إلى ما أسماه إجازة الرئيس الأمريكي المنصرف لأفعال الجيش الإسرائيلي والصمت المؤلم من قبل الرئيس المنتخب، إضافة إلى إتحاد أوروبي يعاني من التخبط في اتخاذ القرارات والرسائل المتضاربة.
أما على الصعيد الداخلي البريطاني قال كليج إن "لدينا رئيس وزراء يتحدث كمحاسب حول الدعم المخصص لغزة دون أن يقول مرة واحدة شيئاً ذا معنى حول أصول الصراع.
وعبر كليج عن رأيه بأن براون مثل سلفه توني بلير جعل السياسة الخارجية البريطانية تابعة للولايات المتحدة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن انتظار تغير الموقف الأمريكي حيال هذا الصراع أمر لا يمكن تحمله في ظل الظروف الإنسانية في غزة.
ويخلص الكاتب إلى أن على براون إدانة الأعمال الإسرائيلية بشكل واضح لا لبس فيه بمثلما أدان إطلاق حماس للصواريخ، ومن ثم يقود الاتحاد الأوروبي لاستخدام نفوذه الاقتصادي والدبلوماسي للتوسط من أجل السلام في الشرق الأوسط.
ويضيف كليج إن على براون كذلك أن يوقف صادرات السلاح البريطانية إلى إسرائيل وأن يقنع أعضاء الاتحاد الأوروبي بفعل الشيء نفسه.
ويقول الكاتب إن الأرقام الحكومية تشير إلى أن بريطانيا تبيع المزيد والمزيد من الأسلحة لإسرائيل على الرغم من الأسئلة المثارة حول استخدامها للقوة.
ويختم كليج مقاله بالقول إن مقترحاته لتقييد المقدرة الإسرائيلية ربما لا تعجب البعض، لكنه يدافع عما ذهب إليه بالقول إنه لم تهزم منظمة إرهابية من قبل بالقوة فقط، وإن أسلوباً جديداً للتعامل مع الصراع الحالي هو فقط الكفيل بتأمين سلام دائم لإسرائيل.
مطلوب كلمة من الفلسطينيين
على صفحات التايمز نطالع وجهة نظر مخالفة لرأي كليج، حيث كتب دانيال فنكلستين مقالاً بعنوان "إسرائيل تفعل لأن العالم لن يحميها".
يقول فنكلستين إن الإساس الذي نشأت عليه دولة إسرائيل ليس دينياً ولا وطنياً بل هو تجربة الظلم والقتل في إشارة إلى ما تعرض له اليهود في أوروبا.
ويشرح الكاتب فكرته بأن إنشاء دولة إسرائيل هي فكرة الصحفي تيودور هرتزل الذي شهد موجة العداء للسامية في فرنسا، والتي قادته للتخلي عن فكرته حول استيعاب اليهود في المجتمعات الأوروبية ليصير مقتنعاً بأن اليهود لن يكونوا في أمان إلا إذا كان لديهم وطنهم الخاص.
ويخلص الكاتب من ذلك إلى أن المطلوب من الفلسطينيين هو فقط القول بأنهم سيتركون الإسرائيليين يعيشون في إمان، مضيفاً "عليهم فقط أن يقولوا ذلك ويعنوه، إنهم يكرهون إسرائيل لأنهم يريدون قتل اليهود".
ويقول فنكلستين إن الفلسطينيين لن يقولوا هذه الكلمة ولن يعنوها، وأنهم مرة تلو أخرى رفضوا عروضاً مقدمة لهم بإنشاء دولة في فلسطين مقسمة، لأن الأمر الأهم بالنسبة لهم هو طرد اليهود أكثر من الحصول على دولة فلسطينية.
لماذا يكرهون الغرب؟
"وهكذا تفتح إسرائيل ابواب الجحيم مرة أخرى على الفلسطينيين"، بهذه الكلمات يبدأ روبرت فيسك مقاله في صحيفة الاندبندنت حول تطورات الأوضاع في غزة.
ويتساءل فيسك لماذا نتفاجىء من مثل هذه التصرفات؟، مذكراً بمقتل أكثر من 17 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ومقتل 1700 فلسطيني في مخيمات صبرا وشاتيلا ، ومذبحة قانا عام 1996، وغيرها من الهجمات الإسرائيلية.
ويقول الكاتب إن المثير للدهشة حقاً هو أن العديد من القادة والرؤساء ورؤساء الوزراء الغربيين يبيعون "الكذبة القديمة" بأن إسرائيل تتخذ الكثير من الحذر لتجنب سقوط ضحايا مدنيين.
ويضيف فيسك أن أي رئيس أو رئيس وزراء يعيد قول هذه الكذبة كمبرر لتجنب وقف إطلاق النار يحمل في يديه دماء المجزرة التي حدثت اللية الماضية في إشارة إلى استهداف القوات الإسرائيلية لمدرسة تابعة للأمم المتحدة في غزة.
ويقول الكاتب إنه لو كانت لدى الرئيس الأمريكي جورج بوش الشجاعة لطلب وقف فوري لإطلاق النار قبل 48 ساعة، لكان هؤلاء المدنيون الـ 40 الذين لقوا حتفهم أحياء.
ويرى فيسك أن الإسرائيليين يدعون أنهم "يحاربون في غزة من أجلنا، من أجل قيمنا الغربية، من أجل أمننا، وهكذا فنحن مشتركون في هذه الوحشية التي تحدث في غزة".
ويختم فيسك مقاله بالقول إنه إذا استثير أحد العرب لدرجة كبيرة وافرغ جام غضبه على الغرب "فإننا سنقول إن غضبه لا علاقة له بنا. لماذا يكرهوننا؟ لكن لا يجب أن نقول إننا لا نعرف الإجابة".
جدولان زمنيان
على صفحات الدايلي تيليجراف نطالع مقالاً بقلم المحرر الدبلوماسي ديفيد بلير حول الاحتمالات المتوقعة لإنهاء القتال في غزة.
يقول بلير إن قادة إسرائيل يدركون أن هناك جدولين زمنيين مختلفين سيحددان متى تنتهي عملياتها العسكرية في غزة.
ويضيف الكاتب أن أحد الجدولين وضع بواسطة القادة العسكريين الذين سيضغطون لمواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق كل أهدافهم، لكن في المقابل هناك جدول زمني آخر يحمل علامة "الضغوط الدولية".
ويقول الكاتب إن هجوم يوم الثلاثاء الذي أدى لمقتل العشرات من المدنيين الفلسطينيين المختبئين داخل مبنى تابع للأمم المتحدة ربما عجل بالتوصل لوقف إطلاق النار.