الجيش الإسرائيلي "أطلق النار على مدنيين فلسطينيين"

من طرف **Mohammad Al Nwihi** 2009-01-16, 10:18 am

وردت أنباء إلى بي بي سي وجماعة إسرائيلية لحقوق الانسان تفيد أن القوات الاسرائيلية أطلقت النار على فلسطينيين من سكان غزة كانوا يسعون إلىالنجاة بأنفسهم من منطقة القتال. وقد نفت اسرائيل بشدة هذه الاتهامات.
وقد اشترك صحفيو بي بي سي في غزة واسرائيل في جمع معلومات تفصيلية حول هذا الموضوع.
بعض المدنيين الفلسطينيين في غزة يقولون إن القوات الاسرائيلية أطلقت النار عليهم بينما كانوا يحاولون النجاة بأنفسهم بل وإن بعضهم كانوا يرفعون أعلاما بيضاء.
إحدى الشهادات التي استمع اليها صحفيو بي بي سي وجماعة بتسليم الاسرائيلية لحقوق الانسان تقول إن امرأة فلسطينية تعرضت لاطلاق النار بينما كانت تغادر منزلها استجابة لنداءات من مكبرات الصوت الاسرائيلية، وكانت أيضا ترفع قطعة قماش بيضاء تلوح بها.
إلا أن الجيش الاسرائيلي نفى هذا وقال إنها قصة ليس لها أساس.
وتحدث فريق بي بي سي إلى أفراد أسرة أخرى قالوا إنهم لا يستطيعون مغادرة منزلهم بسبب القتال، بعد أن تعرضوا لإطلاق نار من قبل القوات الاسرائيلية عندما حاولوا مغادرة المنزل للحصول على مياه للشرب وبعض الأغذية، حتى خلال الهدنة المؤقتة التي استغرقت ثلاث ساعات.
وتحظر اسرائيل دخول الصحفيين وممثلي جماعات حقوق الانسان إلى قطاع غزة، الأمر الذي يحول دون التأكد من هذه الاتهامات.
وقالت جماعة بتسليم إنها لم تتمكن من التأكد من صحة الشهادة التي حصلت عليها إلا أنها رأت ضرورة إعلانها.
"تدمير المنزل"
وقد روى منير شفيق النجار من قرية الخوجة في جنوب شرق قطاع غزة لبتسليم واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي تفاصيل ما جرى يوم الاثنين وانتهى بمقتل 4 من افراد عائلته.
وقال لبي بي سي إن نحو 75 فردا من أفراد عائلته الكبيرة تجمعوا في منزل تحيط به القوات الاسرائيلية بعد أن قصفت هذ القوات المنطقة ودمرت منزل شقيقه ليل الأحد.
وأضاف أن العائلة سمعت صباح الاثنين نداء عبر مكبر للصوت يقول "هذه قوات جيش الدفاع الاسرائيلي، إننا نطلب من الجميع هنا مغادرة منازلهم والتوجه إلى المدرسة، النساء أولا ثم الرجال".
وأضاف الرجل في شهادته "قررنا إرسال النساء أولا، اثنتان فاثنتان".
وكانت الأولى التي خطت خارج باب المنزل ابنة عمه "روحية" البالغة من العمر 48 سنة.
ومضى قائلا "كان جنود الجيش الاسرائيلي على بعد 15 مترا من المنزل أو أقل. وأطلقوا الرصاص على رأسها".
واصيبت ابنة المراة في فخذها لكنها تمكنت من الزحف عائدة داخل المنزل.
وقال النجار إن العائلة ظلت توالي الاتصال هاتفيا بالصليب الأحمر ومنظمات حقوق الانسان والسلطة الفلسطينية في رام الله من أجل ضمان الهدوء إلى حين يتمكنوا من نقل الجرحى الذين اصيبوا في الموجة الأولى من اطلاق الرصاص.
ولكن مرت عدة ساعات دون أن يصل أي عون.
ومضى الرجل قائلا: "قررنا أن نخرج جميعا وأن نموت جميعا، أن نجري ونموت على الفور. وعندما قمنا بذلك بدأوا يطلقون النار بشكل كثيف من مدفع رشاش من على ظهر دبابة".
وقال إن كل الكبار كانوا يرفعون أعلاما بيضاء، وإنه كان لايزال يقبض على قماشة بيضاء عندما تحدث هاتفيا في اليوم السابق.
وأضاف أن ثلاثة من اقاربه هم محمد سلمان النجار (54 سنة) وأحمد جمعة النجار (27 سنة) وخليل حمدان النجار (80 سنة) قتلوا.
ومضى يقول "أدرك الجنود الاسرائيليون أن الأخير كان رجلا مسنا فقد كانوا على مقربة من المنزل.

وقالت جماعة بتسليم لحقوق الانسان الاسرائيلية إنها تسعى للتأكد من هذه القصة.
"شهادة مماثلة"
وتتشابه هذه الشهادة مع شهادة أخرى نقلتها "بتسليم" من يوسف أبو حجاج أحد سكان قرية جوهر الدك في جنوب قطاع غزة.
قال الرجل إن والدته وشقيقته تعرضتا لاطلاق النار عندما كانتا تحاولان الفرار من منزلهما وكانتا ترفعان علما أبيض ضمن مجموعة من الأشخاص بينهم عدد من الأطفال.
واضاف قائلا إن دبابة اسرائيلية أطلقت النار على منزلهما وقد سمعا أن الجيش الاسرائيلي أخذ يحث المدنيين على الخروج من منازلهم لذا فقد حاولوا الفرار.
وكانت منظمة الصليب الأحمر الدولي قد أكدت مرارا أنها تجد صعوبة في الوصول إلى العائلات المحاصرة بسبب الاشتباكات والتي يوجد بينها عادة جرحى وقتلى.
وقال إياد ناصر، الناطق باسم المنظمة في غزة، إن فرق الاسعاف تكافح من أجل الاستجابة لعشرات النداءات الهاتفية من مناطق لا يمكنها الدخول إليها.
وقال داود شتيوي كبير إحدى العائلات لبي بي سي عبر الهاتف إنه و35 فردا من افراد عائلته، كانوا محاصرين داخل منزلهم لمدة 10 أيام، محاطين بالجنود الاسرائيليين في حي الزيتون في جنوب شرقي قطاع غزة.
وقد شهدت هذه المنطقة التي تعرف بوجود مسلحين فلسطينيين، أعنف الاشتباكات خلال العملية الاسرائيلية في غزة.
وكانت تلك المنطقة احدى المناطق التي تعذر على الهلال الأحمر الفلسطيني الوصول اليها.
هدنة الساعات الثلاث
وتلك هي ايضا المنطقة التي قالت منظمة الصليب الأحمر الدولي إنها عثرت فيها على 4 اطفال صغار ينتظرون بجوار جثث أمهاتهم، بدون طعام أو شراب، لمدة 4 ايام الأسبوع الماضي.
وقال شتيوي إن 17 طفلا- تتراوح أعمارهم بين 6 اسابيع و15 عاما، كانوا في المنزل الواقع في غرب الحي.
وقال إنهم حاولوا عدة مرات مغادرة المنزل خلال هدنة الساعات الثلاث لكنهم لم ينجحوا بعد أن تعرضوا لاطلاق النيران.
وأضاف قائلا إن العائلة حاولت مرارا الاتصال بالهلال الأحمر الفلسطيني.
وقال سائق سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر الفلسطيني لبي بي سي إن عمال الاسعاف تلقوا تفاصيل من عائلة مكونة من 35 فردا من المنطقة نفسها.
لكنه أضاف أن المنطقة كانت مغلقة بعد ان اعتبرها الجيش الاسرائيلي منطقة حرب، فلم يتمكن الهلال الأحمر من تنسيق الدخول اليها مع الجيش الاسرائيلي.
وقال جاكوب دالال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي إن حماس كانت تطلق صواريخ من المنطقة المقصودة وكانت تستخدم منازل المدنيين "تحديدا هذا النوع من المنازل، لإطلاق الصواريخ".
واضاف "إن الذين يحاولون التسلل للخروج من المنازل هم من مقاتلي حماس الذين ينتهزون الفرصة ويطلقون النار على الجنود الاسرائيليين. إذا نظرت إلى الأمر من عيون الجنود الاسرائيليين تجد أن الموقف شديد الصعوبة، أنت لا تعرف من الذي يوجد خلف هذا الباب".
وقال إن حماس، تستخدم الهدنة تحديدا، لاطلاق النار، ويرد الاسرائيليون النار إذا تعرضوا للاطلاق خلال هذه الفترة".
وقال إن الجيش يتعاون مع الوكالات الدولية من أجل توفير ممر آمن لسيارات الاسعاف ونقل كل أشكال الغوث خلال القتال.