الملك عبد الله الثاني: مهرجان الأردن ليس للتطبيع

[hide]


تدخّل جلالة الملك عبد الله الثاني لوضع حدٍ للشائعات القائلة بأن عقد الدورة الأولى من "مهرجان الأردن" التي ستنطلق في الثامن من يوليو الحالي جاءت للتطبيع مع إسرائيل، عبر شركة "ببليسيز" التي ادعت بعض النقابات المهنيّة الأردنية ووسائل إعلام عربية وغيرها من الجهات أنها ستشرف على المهرجان رغم وجود علاقات وثيقة تربطها مع إسرائيل، مؤكّداً أن الشركة المذكورة ليست المشرفة على إدارة المهرجان، وإنما هناك شركة فرنسية تُدعى "ايه فيزيتور دوسوار" هي التي تم التعاقد معها لمساعدة إدارة المهرجان في هذا المجال.


وقال الملك عبد الله الثاني في لقاء خاص مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا): "لنفترض للحظة واحدة، أن شركة (ببلسيز) ستساعد في تنظيم الحدث، ففي واقع الأمر أنا لا أعرف شركة عالمية كبرى لا تتعامل مع إسرائيل، وإذا كانت جميع هذه الشركات محرم علينا التعامل معها فلا شك بأننا سنواجه مشكلات كبيرة، فعلى سبيل المثال، شركة "إنتيل" التي تستعمل الرقائق التي تصنعها في 80% من أجهزة الكمبيوتر في أرجاء العالم، لديها استثمارات ببلايين الدولارات في إسرائيل، كما أن أقرب منافس لها وهي شركة"AMD" لديها أيضا استثمارات كبيرة جداً هناك، فهل هذا يعني أن علينا أن نلقي بأجهزة الكمبيوتر بعيداً ونتوقف عن استعمالها؟ هذا هراء".



وأضاف: "إذا ما اتبعنا هذا النمط من التفكير فسنكون قد أدّينا أكبر خدمة لإسرائيل، وكل ما عليها هو أن تستعمل أفضل تكنولوجيا وأفضل المواهب في العالم كي تصبح أتوماتيكيا محرّمة علينا".



وعن إلغاء مهرجان جرش واستبداله بمهرجان الأردن قال الملك: "بقدر ما أعلم، فإن مهرجان جرش كان يتراجع على مدى السنين، مع أن الحكومة لم تتردد في تقديم الدعم له، وأنا شخصياً قدمت دعماً مالياً للمهرجان، على مدى السنوات القليلة الماضية، وهناك أسباب عدّة لتراجعه، بعضها إداري وبعضها تنافسي، وبخلاف ما جرى في الماضي، أصبح على مهرجان جرش اليوم، أن يتنافس مع مهرجانات ذات سوية عالية في العالم العربي، وبعد سنوات من التراجع البطيء كان على الحكومة في العام الماضي، أن تعطي إدارة مهرجان جرش لشركة محلية؛ في محاولة لبث الروح فيه، فكان الأمر إخفاقاً ذريعاً إلى درجة أن العديد من الفنانين المشاركين في المهرجان رفضوا الالتزام في المشاركة به في السنة التالية"، مؤكّداً أن الوقت حان لاتخاذ إجراءات جذرية، وكان هناك توافق بين عدد كبير من المعنيين ومن أبرزهم أعضاء لجنة مهرجان جرش أنفسهم، على أن الوقت قد حان للتطوير (....) ومن أجل التقليل من مخاوف الفنانين بعد ما حدث من مشاكل وأداء سيء في العام الماضي، قامت اللجنة المشرفة على مهرجان الأردن بالتعاقد مع شركة أجنبية لها خبرة في تنظيم الأحداث والمهرجانات، وهي "ايه فيزيتور دوسوار" الفرنسية.



من جانبها صرّحت وزيرة السياحة والآثار الأردنية مها الخطيب لإذاعة "فن FM" اليوم -الأربعاء- أن الشركة الفرنسية التي تعاقدت معها إدارة "مهرجان الأردن" جاءت لتنظيم التعاقد مع الفنانيين فقط، وليس لها أي صلة تنظيمية بالمهرجان، إذ سيتولّى هذه المهمّة شركات محليّة أردنية، مؤكدة عدم اعتذار أيٍ من الفنانين المدعوين للمشاركة في المهرجان، وأنه لا يدعم التطبيع مع إسرائيل كما ادعت بعض الجهات المحليّة والخارجيّة.



ونفت الخطيب أن يكون "مهرجان الأردن" بديلاً عن "مهرجان جرش"، موضحةً أن إلغاء الثاني جاء لأسباب مادية وإدارية؛ ولأنه لم يحقق النجاح المطلوب في الأعوام الماضية.


من جانبها نفت شركة "ببلسيز" الفرنسية أن تكون هي الجهة المنظمة لـ"مهرجان الأردن"، الذي دعت عدد من النقابات المهنية الأردنية لمقاطعته؛ بحجّة أنها الشركة التي قامت بإعداد الاحتفالات بالذكرى الستين لتأسيس إسرائيل.

وقال متحدّث باسم الشركة إن "ببلسيز" ليست معنية ولا منظمة لـ"مهرجان الأردن"، كما أنها لم تنظم احتفالات الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل"، بل أن رئيس مجلس إدارتها "مورس ليفي " شارك وحده "بصفة شخصية" في هذه الاحتفالات.
[/img]